د. الكبيسي: لآلام الظهر عشرات الأسباب
أول جراحة للديسك تمت في بوسطن قبل حوالي مئة عام و جراحة المناظير ظهرت في ألمانيا و أميركا بين عامي 1973 و 1977
و كثرت الشكوى في السنوات الأخيرة من انتشار آلام الظهر التي يطلق عليها العديد من الأسماء مثل مرض الديسك أو الانزلاق الغضروفي أو عرق النسا أو التهاب الفقرات ، و التي يسبب الاهمال في علاجها و تداركها المبكر إلى استمرار الألم و تحركه إلى منطقة أسفل الظهر ثم إلى مفصل الفخذ و من ثم ينتقل إلى أسفل الفخذ فالساق فالقدم و قد يصبح الانسان بسببها عاجزاً جسدياً عن ممارسة حياته الطبيعية ، و للتعرف على أسباب هذا المرض و طرق الوقاية منه و علاجه ، التقت الفرات الدكتور حسام الكبيسي أخصائي الجراحة العصبية حيث قال: ان الديسك عبارة عن ذلك الغضروف الموجود بين الفقرات في ظهر الانسان ووظيفته الى حد كبير تشبه وظيفة الوسادة التي تمتص الصدمات أثناء حركات الجسم وخاصة عند انحناء الجذع أو حمل الأشياء حيث تتحرك نواة الديسك بشكل نسبي إلى الجهة المقابلة لجهة الانحناء حتى يمكن الفقرات العظمية من التحرك والعمل دون احتكاك أو اصطدام مباشر .
أما عن سبب الألم ،فعند حدوث أي بروز أو خروج قسم من محتوى نواة الديسك الغضروفي إلى الخارج ممزقاً الأربطة المحيطة به فإن هذا الخروج يضغط على العصب المار في الجوار ويسبب بالتالي آلاماً في المنطقة التي يعصبها هذا العصب في الظهر أو منطقة مفصل الفخذ أوفي الطرف السفلي ويسبب مرض الديسك أو الانزلاق الغضروفي أو عرق النسا كما تسميه العامة في بعض المناطق .
الأعراض
لهذا المرض أعراض عدة فقد تبدأ بانزعاج بسيط في الظهر يعقبه تشنج في عضلات الظهر مع آلام مستمرة فيها ،وفي بعض الأحيان احساس بالخدر في الظهر عند الجلوس المديد وحين يتطور الأمر فإن الألم قد يترك الظهر وينحدر من أسفله إلى جهة الإلية والمفصل الحرقفي الفخذي ومن ثم الى الطرف السفلي فينزل من أعلى الفخذ إلى أسفله فالساق فالقدم وهنا قد يحس المريض بالخدر احساس الجلد الميت في الطرف.
الأسباب
إن أسباب الديسك متعددة وكذلك طرق علاجه التي تبدأ بالعلاج الطبيعي وتنتهي بالجراحة مروراً بالوخز بالإبر و»الكيروبراكتيك« والتي تعني العلاج بالتحرك وهي مزيج من العلاج الطبيعي والوخز بالإبر ،ومن أهم أسباب الديسك هي الطرق الخاطئة في التعامل مع الجسد خلال العمل اليومي حيث يعرض أسفل الظهر إلى اجهاد مزمن ينتج عن تقلص في العضلات وبالتالي ظهور الألم وكذلك اصابة الأربطة والعضلات المحيطة بالظهر نتيجة حركة مفاجئة في وضع غير صحيح أثناء حمل أشياء ثقيلة أو حتى ممارسة التمارين الرياضية .
كذلك السقوط على منطقة أسفل الظهر أو التعرض للانزلاق الغضروفي المفاجئ الذي يحدث نتيجة تحرك نواة القرص الغضروفي من الإطار الخارجي لها ومسبباً آلام مبرحة .
و قليل جداً من الناس ينتبه إلى جلسته وطريقة نومه ومطالعته وجلوسه أمام التلفاز لفترات طويلة وهذه الأمور كلها تؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى أوجاع الظهر إذا لم يحسن الانسان التصرف .
الفحص السريري
إن آلام الظهر والطرف السفلي تزداد عند الحركة ووضعية الوقوف أو الجلوس الطويل والعطاس والسعال وأحياناً عند التغوط وتخف بالراحة ووضعية الاستلقاء مع انثناء الطرف المؤلم.
إن تموضع وانتشار الألم مع الفحص السريري قد يساعد الطبيب على تبيان علامات انضغاط الديسك ومكان تموضعه ففي الانزلاق الغضروفي بين الفقرة القطنية الرابعة والخامسة يكون انتشار الالم على الناحية الخلفية والجانبية من الفخذ والساق حتى ابهام القدم ، وفي الانزلاق بين الفقرة القطنية الخامسة والعجزية الأولى يكون انتشار الألم على الناحية الخلفية حتى اسفل القدم أو الأصابع الصغيرة منه.
راحة في الفراش :
ان التشخيص الأكيد لمرض الديسك يكون بإجراء الفحوص الشعاعية أشعة سينية ، أشعة مقطعية بالكمبيوتر وأشعة بجهاز الرنين المغناطيسي للظهر ، والتي تؤكد وجود تبارز في الديسك وتحدد نوعيته ومكان تموضعه ودرجة انضغاط العصب الواحد أو في بعض الأحيان أكثر من واحد
إن العلاجات الطبية المستعملة من أدوية وعلاج طبيعي مع راحة مطلقة في الفراش قد تساعد في تخفيف الآم المريض ولكن هذه الآلام معرضة للنكوس وبشكل أسوأ في كل مرة .
ومع استمرارها يصبح المريض عاجزاً جسدياً وغير مرتاح نفسياً ولا يتمكن من ممارسة حياته العادية اليومية بكل بساطة . ان أفضل طريقة للعلاج هي الجراحة التي تريح المريض بشكل دائم وذلك برفع التبارز الضاغط على العصب وتحرير هذا الأخير من الالتصاقات التي قد تكون في بعض الأحيان كبيرة .
جراحة الديسك
أصبحت جراحة الديسك متوفرة في كل المراكز الطبية الكبرى و تتراوح نتائجها بين المقبولة و الممتازة و ذلك تبعاً لخبرة لجراح و طريق الجراحة ، و تعتمد هذه الجراحة على إستعمال أدوات جراحية خاصة بها و على تقنية التكبير الجراحي مع مجهر العمليات و إجراء شق صغير / 1،5 -2 سم تقريباً /في الظهر يتم من خلاله رفع الضغط على الأعصاب من دون إحداث أي ضرر لعضلات الظهر و للأعصاب المصابة أما النسبة العالية لرجوع مرض الديسك و التي كانت تلاحظ عادة في الجراحة التقليدية قد تم الإقلال منها بشكل كبير و إمكانية رجوع المريض إلى حياته السابقة و ممارسة شؤونه اليومية العادية قد زادت و ارتفعت إلى حد كبير جداً
إن النتائج الممتازة لهذه الجراحة تأتي أيضاً من خلال الإقلال من الاختلاطات الجراحية و الطبية الخاصة بهذه العملية و يمكن لمريض أن يقوم و يمشي في نفس ليوم تحت المراقبة الطبية و بمساعدة المعالج الفيزيائي و بالتالي أصبحت فترة بقاء المريض في المستشفى قصيرة تتراوح بين /4-7/ أيام فقط من المحاولات لعلاج الديسك هي الجراحة و هذه لا يتم اللجوء اليها إلا إذا فشلت كل طرق العلاج الأخرى و أصبحت المؤشرات تنبأ بخطر الإصابة بالشلل و ذلك لا يكون إلا بعد أن قطع المريض شوط طويل جداً من الطرق العلاجية التقليدية الجديدة مثل مزيج وخز الأبر و العلاج الطبيعي و التي أثبت أنه أنجح خمسة أضعاف من العلاج الطبيعي بمفرده أو وخز الأبر هذا إلى جانب الحمامات الحارة و الصدمات الكهربائية و الرياضة الخفيفة و التي تقوم بدور العامل المساعد .
و لآلم الظهر عشرات الأسباب ، تتراوح بين المؤقت البسيط و الخطير الذي قد يؤثر على حياتنا ، و لتحديد ذلك علينا بإستشارة الطبيب للوصول إلى تشخيص سليم و دقيق ، و يبدأ ذلك عن الطبيب ببعض الأسئلة البسيطة التي قد تشير إلى السبب فمثلاً الألم الناشئ عن الإنحناء لرفع حقيبة ملابس ثقيلة و الذي يستمر لإسبوع ثم يزول هو في الغالب ناشئ عن إصابة العضلات الظهرية بالتقلص الشديد اما إذا كان الألم الظهري يضرب الساق مؤدياً إلى ضعف فيها عندئذ قد يفكر بالدسك اي ضغط غضروف في العمود الفقري على الأعصاب قد يبدو القفز لتشخيص سرطاني غير مناسب في معظم .