قـدم الدكتور نجم عباس، الباحث في معهد الدراسـات الإسـماعيلية، محاضرة بعنوان "عندما يـَزورُ التحولُ الجبالَ: التعليم والعمل والمهن في جنوب شـرق طاجيكسـتان"، وذلك في مركز آسـيا الوسـطى والقوقاز المعاصرَين، في كلية الدراسـات الشـرقية والإسـلامية (SOAS) في لندن. وذلك بناء على دعوة من مديرة المركز الدكتورة بافنـا ديف، ضمن برنامج محاضراته المعتاد.
وقد بحثت محاضرة الدكتور عباس أثرَ التحولات الاجتماعية-الاقتصادية على التعليم ومهَن الشباب في المناطق الجبلية المعزولة. وقد ألقى، بشـكل خـاص، نظرة قريبة على التحديات الأخيرة التي واجهها شـباب مناطق البامير في طاجيكسـتان الذين يوشـكون على إتمام تعليمهم والدخول في سـوق العمـل، مقارناً ذلك بالتحديات التي كان واجهها آباؤهـم.
هدف المحاضرة كان البحث في التفاعلات المعقدة التي واجهها الشباب في المجتمع خلال سعيهم إلى تحقيق طموحاتهم. ولفهم تأثير هذه العملية من التغيير الاجتماعي-الاقتصادي يجب أن نكون على اطلاع على العوامل المحددة للسـبل المتاحة للوصول إلى حياة ذات معنى بعد مرحلة الشباب، من خلال التعليم والمكتسـبات المهنية. وهذا يجعل من الضروري أكثر علينـا أن ندرس الأدوات التي يستخدمها الشـباب لتسـاعدهم على الإدراك خلال سعيهم لفهم حيواتهم الخاصة والفرص التي يحملها لهم المستقبل.
وقد فحصت المحاضرة في المسـاهمة البَناءة التي يمكن للمجتمع الباميري أن يقدمها ليُمَكـّن شـبابـَه من تشكيل رأس المال الاجتماعي الحيوي للمجتمع المدني، من خلال الإبداع في التعليم والترابط خلال الحياة اليومية.
وخلال اختتامه محاضرته، قائلاً إن التحديات التي تنشـأ في هذه المسـألة متعلقة بالأفكار الموجودة حول الاستفادة من التعليم ومدى الاقتناع بفائدة الحياة المقبلة للشـباب، أشـار الدكتور عباس إلى عوامل متداخلة ومرتبطة ببعضهـا مثل انعزال المنطقة، ومستوى الوظائف، والفرص المتاحة للسـفر والدراسة في الخارج. واقترح في النهاية أن هناك حاجة أوسـع لمزيد من الدراسـات لتطوير تحديد مفاهيم الظروف غير المواتية أو التهميش الاجتماعي ضمن الظروف الجبلية.