سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: المراهقة..... والتنشئة الاجتماعية الثلاثاء مارس 29, 2011 4:46 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مددد
«العناد» ظاهرة يتميز بها كثير من الشباب والفتيات المراهقين على حد سواء، وربما تتصف بها العديد من الفتيات نظرا لسوء التنشئة الخاطىء الذي يكرس لمفهوم لا لدى هؤلاء الفتيات، أو يشجعهن على التمرد واستخدام العناد في حياتهن. وفي هذا التحقيق نرصد هذه الظاهرة.. أسبابها ودواعيها من خلال اللقاء بالفتيات والتقرب من عالمهن.
اختلاف المرحلة العمرية في البداية تقول ميرفت عيد 16 سنة: أنا لا أتعمد التمرد على قرارات والدتي ولكني ذات شخصية منفصلة ودائما ما تكون مخالفة لآراء والدي ووالدتي. وتضيف السبب وراء «لا» التي يظن البعض أنها تميز شخصيتي نتيجة طبيعية لاختلاف المرحلة العمرية بيني وبين والدتي فهي تمثل جيلاً مختلفاً. ولفتت إلى أهمية أن يستوعب الوالدان آراء الأبناء والفتيات تحديدا، لأن لكل منهن شخصية مختلفة فمن الطبيعي أن يعترضن فلهن الحق في الاعتراض. وتقول سوسن سعيد 22 عاما: كثير من الفتيات يعترضن ولا يكون اعتراضهن مقتصرا على قرارات الأبوين وإنما يمتد إلى جميع الناس وسبب هذا الاعتراض يرجع إلى تمرد هؤلاء الفتيات. وتضيف: إن تمرد الفتيات واعتراض الكثير منهن يرجع إلى المرحلة العمرية التي تعيشها هذه الفتاة. وأكدت أنها كانت تعترض بسبب وبغير سبب على قرارات أبويها عندما كانت في سن المراهقة وانتهى ذلك بتخطيها لهذه المرحلة العمرية.
والديّ لا يفهماني
فيما ترى تانيا عيسى 18 سنة أنها تتمسك برأيها بسبب شعورها أن والديها لا يفهمانها جيدا وأنهما لا يعطيانها فرصة لتعبر عما تريده ولتشرح لهما وجهة نظرها وكل ما يعملانه هو الرفض لمقترحاتها وأفكارها وتصرفاتها ما ينعكس سلبا عليها فتصبح هي أيضا رافضة لما يقولانه. وتتابع أريد من والدي أن يمنحاني فرصة لأعبر عن نفسي وأدافع عن أفكاري وأن يستمعا لي قبل أن يمليا علي ما يريدانه أنا أعترف أنهما أكثر خبرة مني ولكن لكل إنسان تجربته في الحياة فلماذا لا يستمعان لي ولو أنهما فعلا وتحاورا معي أكيد سأتفهم كلامهما ولن أعاند كما هو الحال الآن.
بالحب وحده
تقول السيدة باسمة الخراط- أم لثلاث فتيات- إن بناتها يعترضن كثيرا على قراراتها ولكنها بحسب قولها تتعامل معهن بحب شديد يجعلهن يخضعن رغم تمردهن. وتضيف: أستطيع أن أخضع فتياتي على الرغم من تمرد بعضهن وذلك بالحب والود وبأن عناد الفتيات مرتبط فقط بمرحلة المراهقة وغالبا ما يتخلين عنه بعد هذه المرحلة إذا أحسنت الأسرة تربيتهن وتعاملت معهن بأسلوب تربوي قويم.
نصيحة الوالدين .. تعني العناد
كغيرها من الأمهات تشكو السيدة مها أحمد من تصرفات ابنتها سيما 15 عاما إذ تصر الفتاة دائما على رأيها تقول السيدة مها: «إن ابنتها دائماً تجبرها على الاعتراض على تصرفاتها ومواقفها لأنها تقابل كل نصيحة أو طلب بالرفض والعناد وتؤكد أن النتيجة الحتمية تكون عناد ابنتها وتنفيذها لأفكارها التي تقنتع وتؤمن بها. وتضيف الأم: أحاول التفاهم معها دائما لأني أعلم أنها في مرحلة مراهقة إلا أنها لا تتقبل النصح إلا إذا خافت من والدها وهذا شيء مزعج.
أمي لا تفهمني
وتشكو زينة الخطيب 18 عاما من المحاولات الحثيثة لوالدتها ووالدها لفرض آرائهما عليها وتقول:«أشعر أنهما يحاولان إلغاء شخصيتي تماما خاصة أمي هي تتعمد إملاء تصرفاتها علي لا تتحدثي مع هذه الصديقة، البسي هذه الثياب، اهتمي بدروسك وواجباتك لا تتابعي هذا المسلسل وغير ذلك، وتؤكد زينة أنها كلما طالبتها والدتها بتصرف معين عمدت إلى الإتيان بعكسه تماماً لتبرهن لها على ذاتها وقدرتها على اتخاذ القرارات بمفردها وأن هذه الحالة تزعجها كثيراً وتجعلها دائماً في حالة توتر وغضب ونفور من البيت وتتمنى أن تعدل والدتها من سلوكها تجاهها فتجد طريقة مناسبة للتفاهم معها كما تفعل كل أمهات صديقاتها مع بناتهن تقول «أمي لا تفهمني دائما غاضبة مني»
التنشئة هي السبب
يفسر الاختصاصيون النفسيون أن السبب الرئيسي للعناد يبدأ في الطفولة المبكرة ويرجع للتنشئة المبكرة للطفل. حيث إن التنشئة وأساليب تربية الوالدين تؤدي إلى وجود هذه الخصلة عند الأطفال فيقوم الطفل بالعناد مرة بعد أخرى عندما تطلب منه شيئاً ما فنقوم نحن بالنزول عن رغبتنا طاعة لأوامره مرة بعد الأخرى يجد الطفل في أسلوب العناد طريقا للتعامل مع الوالدين والمجتمع المحيط فيتمسك برأيه سواء كان صحيحا أم خاطئا! ولا يتراجع عنه متصورا أن هذا نوع من الضعف والخضوع للآخرين وأن شخصيات الفتيات اللواتي يقلن «لا» تتسم بعدة سمات أخرى مثل: أن تكون موسوسة ومنظمة ونظيفة ومن الصعب تغير النمط السلوكي في مراحل متأخرة في المراهقة أو الشباب من دون تدخل من العلاج النفسي سواء بمساعدة اختصاصي نفسي «مدرس» أو طبيب نفسي حيث يتطلب الأمر الغوص في الشخصية وتعديل السلوك من جذوره ولكن بصفة عامة وكإجراء بسيط من الوالدين. وينصح الاختصاصيون النفسيون الوالدين ألا يظهرا ضيقاً بالأمر وأن يظهرا أن الأمر لا قيمة له فهذا يجعل الفتاة تشعر أن عنادها قد يجيء بنتيجة فعدم الاهتمام يكون له أثر كبير في تعديل هذا السلوك عند الفتاة حيث تصل إليها الرسالة ومفادها أن عنادك لا يهمنا في شيء وهذا في حد ذاته قد يعدل من السلوك إلى حد ما.
ضرورة تفهم الأهل
الأستاذ محمد ملحم ماجستير في الإرشاد النفسي يقول: إن عدم تفهم الأهل للمرحلة التي تمر بها الفتاة المراهقة سبب ولادة مشكلات العناد لدى المراهقات اللواتي تكون لديهن مفهوم جديد عن ذاتها وخصوصيتها وأن الفتاة في هذه المرحلة تحاول بشكل أو بآخر أن تمارس المفهوم الجديد عن نفسها فيصطدم مفهومها عن نفسها مع مفهوم الأهل عنها فتبدأ بسلوك العناد كظاهرة ناتجة عن عدم قدرة الأهل على تفهم ظروفها. ومن الضروري أن يدعم الأهل المفهوم الجديد لدى المراهقة عن ذاتها لأنهم إذا ما شعروا أن ابنتهم تبدي سلوكيات الكبار يعمدون إلى دعم تلك السلوكيات والصفات لديها وعدم معاملتها كطفلة حتى لا يتعارض تعاملهم لها مع المفهوم الجديد الذي كونته عن نفسها نتيجة التغيرات البيولوجية والتغيرات النفسية التي حدثت لها في مرحلة المراهقة. وأكد أنه كلما كان هناك انسجام في المفهوم حول الذات بين الفتاة المراهقة وأمها تحديداً وبين الوالدين بشكل عام كلما خفَّت ظاهرة العناد لدى المراهقة. ويرى ملحم أن عدم جاهزية السلطة الأسرية لمرحلة المراهقة يؤدي إلى الصدام والعناد خاصة وأن المراهق مع بداية انتقاله من مرحلة الطفولة إلى النضوج يبدأ في فرض رأيه الشخصي ويحاول التأكيد عبر كل تصرفاته أنه صاحب القرار في القضايا الخاصة به. وعلى الآباء والأمهات تفهم التغيرات التي تحدث للمراهق والمراهقة في هذه المرحلة سواء التغيرات السيكولوجية أو الفسيولوجية ومحاولة إيجاد أنماط جديدة للاتصال والتواصل بينهم وبين أبنائهم المراهقين قائمة على الحوار والنقاش وتبادل الآراء ووجهات النظر بعيداً عن الفرض والإكراه.
| |
|
رئيس عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 158 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 15/02/2011
| موضوع: رد: المراهقة..... والتنشئة الاجتماعية الثلاثاء مارس 29, 2011 11:36 am | |
| ألف شكر إلك أخي سقراط على تقديم هذا الموضوع المهم والمفيد للجميع و المولى الكريم يباركك
| |
|
--- الطائر الفينيقي --- عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 2838 تاريخ التسجيل : 23/08/2008
| |
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: المراهقة..... والتنشئة الاجتماعية الأربعاء مارس 30, 2011 4:40 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد أخوتي الروحيّين الغوالي الطائر الفينيقي رئيس ردود غالية على القلب بارككم المولى
| |
|
زهراء ديب مشرف عام
عدد الرسائل : 2275 Localisation : _________________ قوة الارادة ليست الا نتيجة لسلسلة من عمليات التاديب والتدريب ان قوة الارادة صفة ؟؟؟ لا يرثها المرء عن ابائه واجداده انما يجب ان يدفع قيمتها ليكسبها ............ تاريخ التسجيل : 28/09/2009
| |
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: المراهقة..... والتنشئة الاجتماعية السبت أبريل 02, 2011 9:50 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد أختي الروحيّة الغالية زهراء بارككم المولى | |
|