إشكالية الحبّ «والمفاهيم المختلطة»

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد

هل ينفصل العقل عن العاطفة، وهل للعواطف مكان خارج دائرة العقل والمعرفة، أم من الضروري أن يتوحد العقل والعاطفة ويتماهى كلاهما بالآخر كي يولد الحب،
وهل كل العواطف والانفعالات والنزوات العابرة وصولاً إلى الحياة المشتركة تحت مظلة الزواج والأسرة هي حب فعلاً، بهذه الأسئلة بدأ الأستاذ علي محفوض محاضرته في ثقافي المزة وأشارإلى أن العقل ببساطة هو مادة عالية التنظيم وهو أرقى وأسمى مواد الطبيعة البيولوجية التي تحتوي وتولد منظومة الأفكار والرؤى والافتراضات التي تكشف سر الخلق ومعناه، من الطبيعة الحية إلى الجمادات وبالتالي هو القوة المولدة للمعرفة والاكتشاف.المنظمة للسلوك الحاضنة لكل إبداع عظيم في تاريخ الإنسان، وأيضاً هو القوة اللا نهائية في اكتشاف حقائق الكون، وفي الارتقاء بالإنسان من البهيمة البدائية إلى عصر الذرة والرقائق الالكترونية وثورة المعلومات ووسائل الاتصال، والارتقاء بالغرائز الفطرية البدائية أيضاً إلى اللا هوت والفلسفة وعلم الجمال والحب.‏

ولادة الحب‏

أشار الباحث في البداية أنه :مهما تعددت العواطف فماهي إلا بنات العقل في صياغة العلاقة بين الذات والآخر، حين يتحد العقل بعاطفة أحادية ويتوحد فيها ويتماهى معها باتجاه شخص محدد من جنس آخر يولد الحب، وهنا أود التأكيد أن الحب بمعناه الجوهري والفلسفي لايكون قطعاً إلا بين جنسين مختلفين أي بين امرأة ورجل، علاقة أي منا بالآخر مهما بلغت بالأب والأم والأصدقاء وزملاء العمل هي محبة بدرجات مختلفة ومتفاوتة لكنها ليست حباً على الإطلاق، الحب هو الحالة الثنائية التلقائية الكلية الشاملة الشديدة الحميمية كي لا أقول المطلقة بين رجل وامرأة، أساسها الوعي والحرية والإرادة، وقوامها الصدق المطلق أي أن تكون مع من تحب شفافاً واضحاً كلياً كما أنت مع ذاتك، وهذا يقتضي الندية والتكافؤ والخلو التام من الإكراه المادي أو المعنوي.‏

العلاقة بين الحب والصداقة‏

نقاط الاختلاف شديدة الوضوح، الصداقة يمكن أن تنشأ وتكون بين جنس واحد أو جنسين مختلفين أي رجل لرجل- وامرأة لامرأة- أو رجل لامرأة، أما الحب فهو كما أسلفناه الحالة الثنائية الحميمية بين رجل وامرأة، ومهما بلغت تلك الحالة الإنسانية من درجات الرقي والانسجام فهي صداقة إذا بقي الجسد خارج المعادلة، وهي حب حين تتوج بالوجود الحسي للجسد بعد أن اكتمل الوجود المعنوي للعواطف والأفكار، ولكل أحلام التوق والانصهار الوجداني والجسدي، لايوجد في الكون فعل كلي استغراقي شمولي إلا فعل الحب فكل عمل مهما كان عظيماً ومهماً يمكن أن ننجزه ببعض من عقلنا وبعض من جسدنا أما فعل الحب الحقيقي حين يعاش فهو يقتضي كامل العقل والنفس والجسد في لحظة واحدة، والحب في أعظم وأرقى تجلياته الحسية حين تتحد النفس والجسد مع جسد الآخر الحبيب ونفسه هو فعل استغراقي كلي ممتلئ بموضوعه لايقبل الشراكة ولا الشركاء.‏
ولايتحمل المؤثرات الخارجية مهما صغر شأنها، هو بالمعنى الجوهري أن تكون حدود العالم في لحظة الحب تنتهي بالتماهي جسداً وروحاً.
‏
ثقافة ذكورية‏

ويتابع المحاضر قائلاً بأن :موروثنا الثقافي والاجتماعي التقليدي قائم على الفحولة والذكورية والغزو وثقافة الاستباحة والاجتياح لجسد الآخر الأنثى، هي ثقافة ذكورية عدوانية تمايزية اغتصابية، وهي لاتولد إلا العصاب والحقد والكراهية، وصولاً إلى السيادة والمازوشية، نحن جميعاً رجالاً ونساءً نلتقي في الجذور في الأصل في الإنسانية قبل أن نختلف في الجنس بحكم التنوع وضرورة استمرار الحياة على الأرض، اختلافنا في الجنس تعدد وتنوع، والتنوع غنى يولد الحياة والخصوبة، ومن أسوأ لحظات الانحطاط في تاريخ العقل البشري هي اللحظات التي ولد فيها التمايز والتمييز بين الإنسان وأخيه الإنسان على لون أو عرق أو دين أوجنس، نحن شجرة الحياة جذرها واحد وفروعها كثيرة الطبيعة أمنا الكبرى والكون لانهائي، ومعارفنا التي تحاول احتواء أسرار الكون ومعناه وإدراكها إدراكاً عقلياً خالصاً هي لانهائية أيضاً، الموت ينتصر على الحياة بالأفراد، والحياة تقهر الموت وتنتصر عليه ببقاء النوع.‏
إن الحياة البشرية على الأرض تقتضي مراجعة جوهرية وفق مبادئ الحب والحرية وتحت راية الإرادة والوعي الذي يجب أن ينقل بالممارسة والاستمرار من وعي النخبة إلى وعي الجماعة ومن إرادة الفرد إلى إرادة المجتمع وإن الأحادية جهل وفقر وانعدام الرؤية والحقيقة.
‏
استبيان‏

لقد نظمنا استبياناً ذات يوم ليس ببعيد على عينة عشوائية تشكلت من مئة سيدة من مختلف المستويات الثقافية والاجتماعية ومن فئات عمرية مختلفة، وطرحنا سؤالاً محدداً يقول: إذا افترضنا أن المجتمع يضمن حقوقك المادية والمعنوية كمطلقة، ويضمن مستقبل أولادك وحقك في الاختيار العاطفي من جديد هل تستمرين مع زوجك أم تنفصلين عنه، وقد كانت نتيجة ذلك الاستبيان مخيفة بعض الشيء، وحين قلبنا المعادلة وتوجهنا بنفس السؤال إلى عينة مماثلة من الرجال لم يكن الجواب مختلفاً كثيراً، مما يؤكد أن المؤسسات الأسرية في مجتمعات الإكراه والتخلف والتمييز الجنسي تتشكل وتستمر بتأثير شيء من الإكراه المادي والمعنوي والإكراه يبطل عن الفعل الإنساني صفته الإنسانية، ومنطق الحساب والثواب والعقاب وكل أحكام القيمة، فالمكره لايحاسبه شرع ولاقانون ولا أخلاق وكي يكون الزواج حباً يجب في كل لحظة أن يكون البقاء بمنتهى الإرادة والحرية، والانفصال بمنتهى الوعي والحرية ولاحياة مع الإكراه فكيف يمكن أن يعاش الحب وهو أرقى تجلياتها في مناخ من الإكراه.

مشكووووور
خيي سقرلط
مساهة جميلة

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الروحي سقراط
اهتمامكم بالمواضيع الاجتماعيّة أمرٌ هام ومُلحّ
نشكر لكم جهودكم الكبيرة في المنتدى

الحكيم ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقراط المحترم :

لم أتأكد بعد، يا سيدي، من أنت..

هل أنت الحكيم الذي انتظره؟

أم دمية قتلت فيها الوقت

لم أتأكد بعد، يا سيدي

فأنت في فكري إذا فكرت..

وأنت في دفاتري الزرقاء..

إن كتبت..

وأنت في حقيبتي..

إذا أنا سافرت

وأنت في تأشيرة الدخولِ،

في ابتسامة المضيفة الخضراء،

في الغيم الذي يلتف كالذراع..

حول الطائرة

وأنت في المطاعمِ التي تقدم النبيذ،

والجبن بباريس، وفي أقبية المترو التي

يفوح منها الحب

موضوع مميز وألماسي

تحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ألماسية لك ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أخوتي الروحيّين الغوالي
الطائر الفينيقي
وسيم
تلميذة آل البيت
علي نور الدين
بارككم المولى

» عيد الحبّ..!!
» رفرف الحبّ
» إشكالية العلاقة بين الرواية- والسيرة الذاتية
» إشكالية الاختلاف بين أبناء الطائفة حول الإمامة