صرح الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجية خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته المؤسسة أمس الإثنين بأن فريق بحثي عربي "نجح في تحقيق سبق علمي عالمي" فشلت فيه كثير من الفرق البحثية العلمية العالمية يتعلق بالتوصل إلى علاج لمرض السرطان من خلال استخدام الجهاز المناعي للجمال.
والفريق البحثي ترعاه وتموله المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، وهي مؤسسة عربية غير حكومية وغير ربحية، تتخذ من إمارة الشارقة مقراً لها.
ووفقاً للبيان الذي تلقى أريبيان بزنس نسخة منه، بدأ العمل في هذا البحث منذ العام 2008، وبعد مرور ثلاث سنوات تم التواصل إلى نتائج "مبهرة، لم تحدث على المستوى العالمي".
وأشار "النجار" إلى أن الفريق البحثي، وفق الإجراءات العلمية، تأكدت نتائج بحثه، بعد اختبار الدواء على فئران التجارب المختبرية، وثبت نجاح الدواء المستخلص من بول وحليب الإبل. ولم يتبق إلا اختبار العلاج الجديد، المستمد من الجهاز المناعي للجمال، إلا على الإنسان.
وذكر "النجار" أن الاختبارات المعملية على النوق بدأت في جامعة الشارقة بالإمارات واستكملت في معهد السرطان في العاصمة العراقية بغداد. وأن العلاج الجديد تم تسجيله عالمياً في مكتب براءات الاختراع البريطاني، برقم (1003198.7)، في فبراير/شباط 2010 لعلاج مرض السرطان.
وأشار "النجار" إلى تخوف الاتحاد العالمي لمكافحة السرطان من أن يرتفع عدد المصابين بالسرطان في العالم، وفق دراسات الاتحاد العالمي لمكافحة السرطان، إلى 16 مليون مصاب بحلول العام 2020، وأكثر من نصف هذه الحالات ناشئة في الدول النامية.
ويقتل السرطان نحو ستة ملايين نسمة سنوياً في العالم. ويعد السرطان ثاني سبب للوفيات في الدول المتقدمة، وفي المنطقة العربية يأتي بعد أمراض القلب والأمراض المعدية والطفيلية. وبلغت الإصابة به معدلات مخيفة إذ تبلغ ما بين 100 إلى 150 حالة كل 100 ألف نسمة في المنطقة العربية، بمعدل زيادة للإصابة بالمرض بلغ 213 بالمائة سنوياً، حسب دراسات الرابطة العربية لمكافحة السرطان.
وذكر "النجار" أن هذا الاختراع، وجهت إليه تمويلات كبيرة، أسس لها برنامج عبداللطيف جميل السعودي لدعم البحث العلمي والابتكار التكنولوجي في العالم العربي، وانطلقت بها الشركة العربية للتقنية الحيوية ABC، وهي شركة عربية متخصصة في البحث والتطوير، ويتولى فريقها البحثي القيام بهذا العمل.
حليب وبول الإبل وجهازه المناعي في علاج السرطان
قال الدكتور صباح جاسم، رئيس الفريق البحثي بالشركة العربية للتقنية الحيوية ABC، وموقعها الالكتروني
www.arabbio.com، وهي الشركة المتعاونة مع المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في القيام بهذا العمل، إن الفريق البحثي بدأ العمل عام 2008، على مجموعة من الجمال (النوق)، خاصة وأن الجهاز المناعي للإبل، يعد من أقوى الأجهزة المناعية، وبدأنا في سحب عينات من الحليب والبول، ووجدنا أن الجهاز المناعي للجمل، متجدد، رغم أنه كل مرة يتم سحب عينة من الحليب أو البول، يستخلص معها جزء من جهازه المناعي.
وأضاف "جاسم" أنه "بعيداً عن الإضافات الكيميائية أو تغير الصفات الحيوانية للجمال، قمنا بإعادة برمجة الجهاز المناعي للنوق، من خلال نظام غذائي محدد ومادة معينة لا تؤثر على طبيعة الجمل أو بيئته أو طبيعة المردود المستخلص منه. وهذه المادة تمثل Know-how، للمادة العلاجية. وكانت النتائج الأولية مبهرة".
وأوضح "جاسم" أن التجارب بدأت في دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم استكملت في العراق، من أجل تنويع البيئات، وكذا لاعتبارات الترشيد في التمويل الموجه للمشروع. والمادة المبرمجة طبيعيا المستخلصة من بول وحليب الإبل، تعالج سرطان اللوكيميا (سرطان الدم)، وهي قابلة للتطوير لتعالج أنواع مختلفة من السرطان، في الرئة والكبد والثديين وغيرها، خاصة وأن الحقيقة العلمية تؤكد أن الجهاز المناعي للإبل، من أقوى الأجهزة المناعية".
ويضم فريق البحث العلمي مجموعة من الاختصاصيين، من بينهم: الدكتور زيد أحمد شبيب اختصاصي جهاز مناعة الحيوان، فضلا عن عدد كبير آخر من التقنيين والاختصاصيين.
المادة المطورة "أثبتت نجاحها 100%" بعد يومين من الحقن
وشدد "جاسم" على أن التجارب التي أجريت على الفئران المعملية (أكثر من 100 فأر)، المجهزة لهذا الغرض أثبتت نجاحها، بنسبة 100 بالمائة. وتمثلت هذه التجارب، في قيام الفريق البحثي بحقن الفئران بخلايا سرطانية إنسانية، مما أدى إلى ظهور أعراض مرض السرطان عليها، خلال فترة تراوحت ما بين 4 - 6 أسابيع. ثم تم تقسيم هذه الفئران إلى مجموعات، منها: مجموعة فئران نقلت إليها الخلايا السرطانية، ولم تعالج بالمادة المطورة من حليب الإبل، فماتت. ومجموعة فئران نقلت إليها الخلايا السرطانية الإنسانية، عولجت بمادة عامة، هذه المجموعة من الفئران امتد عمرها لبعض الوقت لكنها ماتت هي الأخرى. أما المجموعة الأخيرة، والتي نقلت إليها الخلايا السرطانية الإنسانية، وتم حقنها بالمادة العلاجية المطورة، فقد شفيت تماما، بعد حقنها لمدة يومين متتاليين فقط، وفق جرعة محددة
وذكر "جاسم" أنه رغم مرور ستة شهور كاملة، لا تزال هذه الفئران على قيد الحياة، وسلوكياتها عادية تماماً شأن الفئران السليمة. ووجدنا أن هذه المادة المطورة تحمل خلايا ذكية، قادرة على مهاجمة المادة السمية في الخلايا السرطانية، دون أن يكون لها أي مضاعفات أو آثار جانبية.
وشدد "جاسم" على أن المادة العلاجية المستخلصة من بول الإبل، تقود إلى نفس النتائج المبهرة التي ترتبها المادة المستخلصة من الحليب. ولم يتبق إلا تطبيق العلاج على مجموعة من البشر المرضي، بعد الحصول على الموافقات الحكومية والإدارية، وتوفير التمويل اللازمة للمرحلة النهائية.
دعم العقول العربية الخلاقة
ذكر الدكتور أحمد الألوسي، مدير برنامج المنح البحثية بالمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، أن المؤسسة قدمت تمويل أساسي للمشروع من خلال منحة عبد اللطيف جميل، وسبق اعتماده بواسطة لجان علمية عالمية قامت بتحكيم المشروع، والتأكد من التزامه بالمعايير الدولية، وأخلاقيات البحث والتطوير المعتمدة عالميا. خاصة وأن المؤسسة معنية بدعم المجتمع العلمي العربي، والعقول العربية، والانتقال بها نحو عالمية المعرفة، مع توفير المناخ المحفز لها، حتى لا تترك مجتمعاتنا العربية، وتهاجر للغرب، وهذا يكبد الدول العربية خسائر قدرت بنحو 200 مليار دولار.
مضيفاً أن المؤسسة دعمت هذا الفريق البحثي تمويلياً وفنياً. موضحاً أن هناك أكثر من 27 ألف إصابة سنوياً، ونحو 70 إصابة يومياً بالمرض، وأن 15 بالمائة من مرضى السرطان هم من الأطفال دون الخامسة عشرة حسب الإحصاءات العالمية.
مواطن إماراتي يدعم البحث العلمي لخدمة المجتمع العربي
قال المواطن الإماراتي سعيد مطر عبيد بن دلموك الكتبي، الذي قدم مجموعة من النوق في مزرعته بالإمارات في منطقة وشاح بالذيد في الشارقة. أن الفريق البحثي التابع للمؤسسة العربية أولى عناية كبيرة بمجموعة الجمال التي خضعت للاختبار، وخصصت المؤسسة طبيباً بيطرياً لمتابعة التغيرات الناتجة عن النظام الغذائي الجديد الذي تم إتباعه. دون أن يخفي قلقه في بداية التجربة، إلا أن الاهتمام الطبي برعاية النوق وصحتها، أدى لعدم حدوث أي تغيرات سلبية علي الجمال.
وذكر "الكتبي" أنه وافق على أجراء التجارب على عدد من النوق بمزرعته، لأن مكانة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، وجدية الفريق البحثي، جعلته يؤمن بمصداقية المشروع وضرورته، دون فرض أي ضمانات، وترك للفريق البحثي حرية التنقل في المؤسسة.
وأشار "الكتبي" إلى أن الجمال تمثل قيمة ومكانة عالية لدى العرب والإماراتيين، لكونها تمثل جزءاً أصيلاً من الحياة اليومية، في المأكل والمشرب وكذا في المعاملات التجارية، وهناك جمال يزيد سعر الناقة الواحدة فيها على 6 ملايين درهم (مليوني دولار تقريباً).
تأسيس صندوق عربي لدعم علاج مرضي السرطان
وحول أهم الصعوبات التي واجهت المشروع، أكد "النجار" رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، أن البحث العلمي العربي، بصفة عامة، يواجه صعوبات معقدة في توفير التمويل اللازم. ولذا، فمن أجل الانتهاء من المرحلة الأخيرة لهذا العلاج الحيوي بمرض السرطان، دعا "النجار" إلى تأسيس صندوق عربي لدعم علاج مرض السرطان في الدول العربية، يدعمه المؤسسات الخيرية ورجال الأعمال والمهمومين باسترجاع "عصر النهضة العربية"، الذي كان فيه العرب قادرين على إنتاج المعرفة، وتقديم ابتكارات واختراع، لم يتمكن الغرب من الوصول إليها.
أوضح رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا أن هذا الصندوق الخاص بدعم علاج السرطان، يمكن أن يتم تحت مظلة برنامج الوقف العلمي والتكنولوجي الذي تديره المؤسسة، والذي حصل على فتاوى وتوصيات شرعية، تجيز التبرع له من خلال أموال الصدقة والزكاة، لعلماء شرعيين من بينهم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ الدكتور على جمعه مفتي الديار المصرية، الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مجموعة مؤسسات الإسلام اليوم وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور خالد مذكور المذكور رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية التابعة للديوان الأميري في الكويت، الشيخ الدكتور عجيل جاسم النشمي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت سابقاً، الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي رئيس جمعية العلماء بالعراق وعضو في المجلس الأعلى في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقاً، الدكتور عيسى زكي عيسى عضو هيئة الإفتاء بوزارة الأوقاف ورئيس الهيئة الشرعية لبيت الزكاة بالكويت، والشيخ الدكتور علي محي الدين القرة داغي الأستاذ بجامعة قطر ورئيس جامعة التنمية البشرية، والخبير بالمجامع الفقهية الدولية.
والموقع الإلكتروني لمن يرغب بدعم الصندوق
http://waqf.astf.net، وتخضع التبرعات لإشراف علمي وشرعي، وفق كشف حساب بنكي يتم تقديمه، يتسم بالشفافية ويخضع للمعايير القانونية.