(دقيقة بلا ضوء.. للمساهمة في ساعة الأرض...!!))
*******************************************
في يوم السبت الماضي بين الساعة السابعة والنّصف والثامنة والنصف بتوقيت دمشق،وتضامناً مع كوكبنا الأرضن أطفئت أنوار الكهرباء في عدد من دول العالم ومنها بعض دولنا العربيّة،وأظلمت كثير من الأبراج في أمات المدن، والعواصم العالمية والعربيّة،ومن هذه الأبراج:برج العرب، وبرج خليفة في دبي، وفندق قصر الإمارات في أبوظبي، وجسر هاربور في مدينة سيدني، وبرج سي إن في مدينة تورنتو المدنية، وجسر جولدن جيت في سان فرانسيسكو، وبرج سيرز في شيكاغو، وملعب سولجر فيلد لكرة القدم، وبرج سي إن في تورنتو وبرجا المملكة والفيصلية في الرياض. جاءت هذه الفعالية تعبيراً عن الأمل في إحداث تغير من أجل قضية التغير المناخي التي تزداد إلحاحاً مع كل ساعة..وتهدف هذه المبادرة إلى ترشيد استهلاك الكهرباء، ومحاولة التقليل من الآثار البيئية الناجمة عن زيادة الاستهلاك، من خلال تسليط الضوء على ظاهرة التغير المناخي، ورفع الوعي بخطرها، تزامناً مع المبادرة العالمية للتصدي لظاهرة التغير المناخي على كوكب الأرض، التي تحمل عنوان «ساعة الأرض».
تُعد مبادرة «ساعة الأرض» حدثاً عالمياً يتم خلالها الطلب من ملاك المنازل والأعمال إطفاء الأضواء والأجهزة الالكترونية غير الضرورية، لساعة في آخر سبت من شهر مارس كل عام، لرفع الوعي بخطر التغير المناخي، وهو أي تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة، وهذا المعدل يمكن أن يشتمل على معدل درجات الحرارة، معدل التساقط، وحالة الرياح، وهذه التغيرات تحدث نتيجة لعوامل عدة منها نشاطات الإنسان.
بدأت (ساعة الأرض) في عام ،2007 في سيدني في أستراليا، عندما شارك أكثر من مليوني شخص و2000 شركة في إطفاء المصابيح لمدة ساعة، تعبيراً عن موقفهم تجاه تغير المناخ على كوكب الأرض. وبعد نجاح فعالية (ساعة الأرض) في سيدني، تحولت إلى حركة عالمية مستدامة، حيث انضمت 400 مدينة لساعة الأرض عام ،2008 منها اتلانتا، سان فرانسيسكو، بانكوك، أوتاوا، دبلن، فانكوفر، فينكس، كوبنهاغن، مانيلا، سوفا، شيكاغو، تورنتو، وأيضاً مدن استرالية، مثل ملبورن، بيرث وبرزبين وكانبيرا.
أما في عالمنا العربي تُعد مشاركة دبي، الأولى عربياً في مبادرة «ساعة الأرض» في عام ،2009 تبعتها الرياض في عام .2011 وتعدّ هذه المبادرة من أهم المبادرات في حماية كوكبنا (الأرض) من أخطار الاحتباس الحراري على الأرض، النّاتج عن ارتفاع حرارة الأرض، وما التغيّرات المناخية التي تحدث في مثل هذه الأيام إلانتيجة طبيعية لهذه الظاهرة الكونية.
وقد حذر كثير من العلماء والسياسين من هذه الظاهرة الكونية الجاثمة على سطح كوكبنا ومن هؤلاء نائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور الذي حذّرمن أن الكرة الأرضية قد تواجه أخطارا حقيقية بفعل ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي، وقال آل غور في حديثه إلى أعضاء في الكونغرس إن على الولايات المتحدة التعاون مع المجتمع الدولي للتوقيع على اتفاقية تحد من مثل هذه المخاطر.وقال آل غور في حديثه إلى هيئة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي: "إن على الولايات المتحدة والعالم التوقيع على مثل هذه الاتفاقية خلال العام الجاري."وأكد غور أن أي اتفاقية يجب أن تتضمن آليات للحد من انبعاث الكربون.
من جهته، قال رئيس الهيئة جون كيري إن السياسة العامة يجب أن تتغير، كما يجب الاستجابة للتحذيرات التي يطلقها المتخصصون في مجال الأرض والمناخ.
من ناحية أخرى، أكد خبراء البيئة أن الضرر الناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري قد تؤدي إلى غرق الشواطئ بفعل ارتفاع مستوى المياه، كما سيكون لهذه الظاهرة آثار سلبية على الزراعة، بالإضافة إلى انتشار الأمراض الموسمية.
من جانبه، أكد السيناتور ريتشارد لوغار أن على الولايات المتحدة البدء بالبحث عن مصادر أخرى للطاقة كالطاقة الشمسية والحرارية.
وطالب غور، الحائز على جائزة نوبل للسلام في 2007 لجهوده البيئية، صناع القرار في الولايات المتحدة بضرورة اتخاذ إجراءات اقتصادية تساعد في حماية البيئة.وأثنى غور على جهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإدارته في الترويج لترشيد استهلاك للطاقة، والبحث عن مصادر جديدة، ووضع خطط لحماية البيئة كاستخدام السيارات الخضراء مثلا.ويطمح غور وهيئة العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة إلى توجيه الأنظار لمثل هذه القضايا في المؤتمر البيئي الدولي الذي سيعقد في الدنمارك نهاية العام الجاري.
فما هو الاحتباس الحراري، وماهي أخطاره...؟؟
الاحتباس الحراري هو ظاهرة إرتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة و إليها. و عادة ما يطلق هذا الإسم على ظاهرة إرتفاع درجات حرارة الأرض في معدلها. و عن مسببات هذه الظاهرة على المستوى الأرضي أي عن سبب ظاهرة إرتفاع حرارة كوكب الأرض ينقسم العلماء إلا من يقول أن هذه الظاهرة ظاهرة طبيعية و أن مناخ الأرض يشهد طبيعيا فترات ساخنة و فترت باردة مستشهدين بذلك عن طريق فترة جليدية أو باردة نوعا ما بين القرن 17 و 18 في أوروبا. هذا التفسير يريح كثير الشركات الملوثة مما يجعلها دائما ترجع إلى مثل هذه الأعمال العلمية لتتهرب من مسؤليتها أو من ذنبها في إرتفاع درجات الحرارة حيث أن أغلبية كبرى من العلماء و التي قد لا تنفي أن الظاهرة طبيعية أصلا متفقة على أن إصدارات الغازات الملوثة كالآزوت و ثاني أوكسيد الكربون يقويان هذه الظاهرة في حين يرجع بعض العلماء ظاهرة الإنحباس الحراري إلى التلوث وحده فقط حيث يقولون بأن هذه الظاهرة شبيهة إلى حد بعيد بالدفيئات الزجاجية و أن هذه الغازات و التلوث يمنعان أو يقويان مفعول التدفئة لأشعة الشمس.
ففي الدفيئة الزجاجية تدخل أشعة الشمس حاملة حرارتها إلى داخل الدفيئة، ومن ثم لا تتسرب الحرارة خارجا بنفس المعدل، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة داخل الدفيئة. كذا تتسبب الغازات الضارة التي تنبعث من ادخنة المصانع ومحطات تكرير البترول ومن عوادم السيارات (مثلا) في نفس الظاهرة،مسببة ارتفاع درجة حرارة الأرض .
ومن آثار ارتفاع درجة حرارة الأرض، ذوبان الجليد عند القطبين..وهو ما يقدر العلماء أنه في حال استمراره فإن ذلك سيؤدي إلى إغراق كثير من المدن الساحلية حول العالم. كما سيؤدي إرتفاع درجة حرارة الأرض إلى تغير المناخ العالمي وتصحر مساحات كبيرة من الأرض. ثاني أكسيد الكربون ، الميثان ، أكسيد النيتروز ، الهالوكربونات ، سادس أكسيد الفلوريد في تقرير نشرته وكالة حماية البيئة عما يقوله كثير من العلماء وخبراء المناخ من أن أنشطة بشرية مثل تكرير النفط ومحطات الطاقة وعادم السيارات أسباب مهمة لارتفاع حرارة الكون. وقالت الإدارة في تقريرها إن الغازات المسببة للاحتباس الحراري تتراكم في غلاف الأرض نتيجة أنشطة بشرية مما يتسبب في ارتفاع المتوسط العالمي لحرارة الهواء على سطح الأرض وحرارة المحيطات تحت السطح. ويتوقع التقرير أن يرتفع مستوى سطح البحر 48 سم مما يمكن أن يهدد المباني والطرق وخطوط الكهرباء وغيرها من البنية الأساسية في المناطق ذات الحساسية المناخية. وإن ارتفاع مستوى البحر بالمعدلات الواردة في التقرير يمكن أن يغمر حي مانهاتن في نيويورك بالماء حتى شارع وول ستريت. و تعتبر الولايات المتحدة هي أكبر منتج لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الإنسان والتي يقول العلماء إنها السبب الرئيسي للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وتنبعث الغازات من مصانع الطاقة والسيارات وصناعات أخرى.
ولنبين أهمية المناخ وتأرجحه أنه قد أصبح ظاهرة بيئية محيرة. فلما إنخفضت درجة الحرارة نصف درجة مئوية عن معدلها لمدة قرنين منذ عام 1570 م مرت أوربا بعصر جليدي جعل الفلاحين يهجون من أراضيهم ويعانون من المجاعة لقلة المحاصيل. وطالت فوق الأرض فترات الصقيع. والعكس لو زادت درجة الحرارة زيادة طفيفة عن متوسطها تجعل الدفء يطول وفترات الصقيع والبرد تقل مما يجعل النباتات تنمو والمحاصيل تتضاعف والحشرات المعمرة تسعي وتنتشر. وهذه المعادلة المناخية نجدها تعتمد علي إرتفاع أو إنخفاض متوسط الحرارة فوق كوكبنا.
فالأرض كما يقول علماء المناخ بدون الجو المحيط بها سينخفض درجة حرارتها إلي –15درجة مئوية بدلا من كونها حاليا متوسط حرارتها +15درجة مئوية. لأن الجو المحيط بها يلعب دورا رئيسيا في تنظيم معدلات الحرارة فوقها. لأن جزءا من هذه الحرارة الوافدة من الشمس يرتد للفضاء ومعظمها يحتفظ به في الأجواء السفلي من الغلاف المحيط. لأن هذه الطبقة الدنيا من الجو تحتوي علي بخار ماء وغازات ثاني إسيد الكربون والميثان وغيرها وكلها تمتص الأشعة دون الحمراء. فتسخن هذه الطبقة السفلي من الجو المحيط لتشع حرارتها مرة ثانية فوق سطح الأرض.
فلنرحم كوكبنا، ولنخفّف قدر الإمكان من آثار التلّوث المسبّب لهذه الظاهرة الكونية والابتعاد عن كلّ العوامل المساعدة على استفحال أخطارها،ومن ذلك المساهمة في إطفاء الكهرباء في منازلنا لمدة ساعة من أجل الأرض، في آخر سبت من شهر آذار بين السابعة والنّصف والثامنة والنّصف تضامناً مع كوكبنا ودرءاً للأنفسنا من الأخطار وإذا كان هذا الموعد قد فات فلنّنفذه الآن، وبمادرة ذاتية منّا،وقد يقول قائل:إنّ معدّل إطفاء الكهرباء عندنا يعادل اياماً عديدة في السّنة لاساعات..ومع ذلك نقول لكلّ منّا:يجب احترام هذا الموعد من كلّ سكان المعمورة.فالأرض يكفيها أخطار الحروب، وما تسبّبه الأسلحة الفتاكة من انتشار الأبخرة السّامة ،والملّوثات ،كما في كارثة إلقاء القنبلة الذرّيّة على هيروشيما
في السادس من أغسطس سنة 1945، وهنا يذكر أنّ نحو 140 ألف شخص لقوا مصرعهم من جراء القنبلة، وما أعقبها من تداعيات، ماتزال آثارها المدّمرة على الإنسان، والبيئة حتى الآن.
ويكفي الأرض مايحدث لها من كوارث طبيعيّة كزلزال اليابان مؤخراً، وماتسبّب به السونامي الذي حدث بعده،فقد دمّر، وقتل، وشرّد الكثير من سكان اليابان المنكوبين كان الله في عونهم،بالإضافة إلى أخطار الإشعاعات النووية المنبعثة من المفاعلات النووية التي داههمها السونامي، والتي ماتزال أخطارتلوّثها قائمة حتى الآن.
حمى الله كوكبنا، وبلادنا من كلّ هذه الكوارث، ومن أخطار الاحتباس الحراري وتضامنوا أعزائي القرّاء مع الأرض بإطفاء الأضواء، والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية لمدة ساعة، وعيشواعلى ضوء الشموع، والفوانيس خلال هذه الساعة، واجعلوا شعاركم
دقيقة بلا ضوء.. للمساهمة في ساعة الأرض...!!)).
الكاتب: حيدر حيدر
سلمية في /28/3/2011/
ملاحظة: من مصادر هذا البحث:بعض المواقع الإكترونية.