يـــــــــــوم الأرض..!!
********************************
الأرض هي المنبت، والهويّة، والتاريخ، والأصالة..!!
والمنبت:لأنّ أيّ إنسان:نشأ في مكان محدّد،وفي بقعة جغرافية محدّدة على سطح الكرة الأرضيّة،تحدّد منبته فيه ،إليه ينتسب وبه يفتخر،يقول الشاعر الصنوبري مشيداً بمنبت ممدوحه الأصيل:
خيرُ الهدايا منك == يا خيِّرَ المنبتِ والمغرسِ
والمنبت إذا مااتسع رحابه،وأورفت ظلاله،أصبح ملجأً، ومأوىً وحمى، ووطناً لساكنيه،به يتمسّكون،وعنه يدافعون ،وإليه يحنّون:يقول ابن الرّومي مدافعاً عن وطنه الذي أصبح بمثابة الجسد لروحه،إن غادرها هلكت:
ولي وطنٌ آليت ألا أبيعَهُ == وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
فقد ألفَتْهُ النفسُ حتَّى كأنّه== لها جسدٌ إن بانَ غودِرْتُ هالكا
وللأوطاننا نشتاق، ونحنّ عندما نغادرها،لأنّها ملاهي الصبا ومواطن الذكريات والشباب:
وحبَّب أوطانَ الرجالِ إليهمُ == مآربُ قضَّاها الشبابُ هنالكا
إذا ذكروا أوطانَهُم ذكَّرتهمُ == عُهودَ الصبا فيها فحنّوا لذلكا
والوطن هو الهويّة التي بها يعرف وينمى، ويسمّى،فمن لاهويّة له،لاوطن له،والهويّة أيضاً، تشمل اللغة، والتاريخ،والجذور،
ومنطلق الثقافة ،ومرشد التبصّر،والبصيرة،يقول الشاعر(أبو مسلم العماني):
وكيف يخوض الوهم في أبحر العمى == ومنقطع الأفكار دون الهوية
والتاريخ: هو ذلك الامتداد الزّمني من المعارك والبطولات، والمجلّد الحافل الذي يختصر بين دفتيّه تاريخ شعب،وسلسلة أمجاده، ومفاخره، والتي يحلو لنا أن نرويها لأبنائنا، وأحفادنا لتكون سنناً لهم يسيرون على هديها:يقول الشاعر(ابراهيم طوقان)مخاطباً البطل صلاح الدّين،الذي يرمز إلى صفحات مشرقة من تاريخ العرب:
لَكَ في التاريخ أَيام غرر == كَتبت بِالسَيف لا بِالقَلَم
فَرَواها الدَهر فيما قَد رَوى == فَاِسمَعوها وَاِجعَلوها سننا
والأصالة هي العرة الوثقى التي تربط بين كلّ تلك القيم، والمكارم الأصيلة لشعب من شعوب المعمورة،ولقد لخّص الشاعر(ابن هانىء الأندلسي)تلك المكارم عند العرب بقوله:
أهلُ الأصَالَةِ والنّباهةِ والفَصا == حةِ والنُّهَى والفَهْمِ والإفْهام
و معاني يوم الأرض عند الشعب الفلسطيني الشقيق؛ تضمّ تلك القيم، والمكارم المتدّفقة في عروقهم جميعاً.!
والشعب الفلسطسني المتجذّر في المنبت(فلسطين الأبيّة)،وصاحب الهويّة، الوطنيّة الفلسطينية،والقوميّة العربيّة،والتي امتدّت شرايين تاريخ نضاله من كلّ قلب فتىً مجاهد إلى أعماق كلّ حبّة تراب، رواها بدمه،دفاعاً عن حقّه الذي اغتصبه حفنة من عصابات الصهاينة المتطرفين الغازين لأرض ليست أرضهم،والمدّعين بملكية وطن ليس وطنهم.لأنّهم ببساطة لم ينبتوا فيه،ولم يشبّوا فوق ثراه،ولم يتنّسموا بنسيم الحريّة في حقوله وقراه،كما هم أبناؤه الأقحاح الفلسطينيون الكريمو المنبت،وأصحاب الأرض، والهويّة، والتاريخ في الماضي والحاضر.
و حتى عندما أجبر الفلسطيني عن النّزوح عنه،وأصبح لاجئاً ظلّ يصبّ تيّارات حنينه، وشوقه إليه،في محيطه الهادر بأمواج الغدر، والخيانة،والنّضال المستميت من أجل التمسّك بالعودة إلى المنبت، ومواطن الذكريات، وأرض الآباء، والأجدادا:فهذا الشاعر الفلسطيني،وابن نابلس،الذي أبعدته ظروف وطنه عنه،نراه يحنّ لوطنه، ويزجيه التحيّة والسلام،ويذوب شوقا إلى ًمرابع الصبا، والذكريات فيه:
فَجعَتني بكِ النَّوى حين شبَّت == لَوعةٌ في الضلوعِ ذاتُ أُوارِ
فسَواءٌ هُيامُه وهُيامي== غيرَ أّني أبكي على أيَّامي
مَرَّ عامٌ أُخفي عن النَّاسِ ما بي
مِنْ حَنينٍ مُبرَّحٍ وعذابِ
ولقدْ يسألونَ فيمَ اكتئابي
***********************************
خطراتُ النَّسيمِ في واديكِ
صبَّحتني بقبلةٍ منْ فِيكِ
ثمَّ عادتْ بقبلةٍ تشفيكِ
فسلاماً يا واديَ الرُّمَّانِ == فُزْتُ بالرُّوح منكَ والرَّيحانِ
واحنيني إلى دياركَ والرُّم == مان دانٍ يُظلُّ أهلَ الدّيار
كآبة، وحزن تمزقان نفس، وجسد الفلسطيني الذي أبعد عن وطنه،وأصبح نازحاً، لاجئاً في إحدى الدّول المجاورة، ينتظرويحلم بسراب يعيده إلى بيته وبيارته في فلسطين..ولكن... هيهات..هيهات..!!
ومن أجل التشبث بالأرض والتمسّك بالعزة، والكرامة وبحلم العودة إليها،رفض الفلسطينيون الأحرار فكرة التوطين في تلك الدّول التي نزحوا إليها رغم كلّ المغريات التي عرضت عليهم..!!وظلّوا يناضلون من أجل استدرداد حقوقهم في وطنهم، وأرضهم المسلوبة التي سرقها منهم حفنة من اللصوص،وكذلك في ارض الجولان الحبيب ، التي يجب علينا كعرب سوريين أن ننسى أن المستوطنين الصهاينة مايزالون يعيثون فساداً في بطاحها الطاهرة،والتي رويت بدماء الشهداء عام ثلاثة وسبعين في حرب تشرين التحرير.
ومن أجل استرادد كامل تراب فلسطين،وتراب جولاننا، نشبت حروب وخيضت معارك كثيرة ، كان آخرها العدوان البربري على شعب غزة البطل، الذي تمّ التصدّي له،وبذلت تضحيات جسام،وأزهقت أرواح كثيرة من أبنائها الأبرياء،وفي النّهاية انتصرت غزة على جحافل التتار بصمودها البطولي، وتضحياتها الفذة،وإن شاء الله تنتصر أهداف نضالنا ،وتعود إلينا الجولان، وفلسطين حرّتين أبيّتين،وبمناسبة هذه الحرب الضروس على غزة،كتبت عدّة قصائد حيّيت فيها صمود هذا الشعب،وثمّنت عالياً تضحياته،وقلت من قصيدة بعنوان: (غزة فخر الأمة):
غزة،يانبض الشارع العربي،يافخر الأمّّة
غزة،يامدينة الأحرار والثوار والأرض الثرّة
غزة،يا قلعة الصمود والتحدي والإباء والعزّة
غزة،نصرك المؤزّر كان شهاباً وسط الدجنّة
فتقدّمي نحو العلا،وحققي لنا النصر والمسرّة
و أيضاً من قصيدة بعنوان(السّياج المنيع) ذكرت:
عود ثقاب يشعل النّا ر!!
ولكن من يطفىء النار؟؟يا أهل القرار..!!
أتون حرب أشعلها أنصار( باراك...!!)
في أرض الكرامة..والثارات..
فماذا حصدوا...غير الدمار..والفرار..!!؟؟
لم يطفئوا نور الشمس...
لم يحجزوا رياح الأربعينات..
ها أنت يامدينة الغزوات..والفتوحات..
أعلنت عليهم الانتصار، برغم الحصار... والدمار..
برغم جمرالانتظار..
فأنت كنت، وما زلت مسيّجة بسياج الثوار..والأحرار..!!
وكتبت قصيدة ثالثة متفائلاً بميلاد جديد لغزة،والقصيدة بعنوان(الولادة من جديد)وممّا جاء فيها:
الخطاب للأعداء:
قطعوني...إرباً ..إرباً...
مزّقوا أشلائي...
اطحنوا عظامي...
عبثاً تحاولون...عبثاً تفعلون...
فالحديد،لايفلّه إلا الحديد...!!
مهما فعلتم..سأولد من جديد...!!
فأنا..أنا الشهيد..
رغماً عنكم.. سأولد من جديد..!!
*******************************************
الخطاب للأصدقاء:
يارفاق الفداء...
انثروا رفاة عظامي....
في كلّ حيّ....
في كلّ شارع....
مرّوا به...
لأطهرالحجارة..والتراب..
من رجسهم..من دنسهم..
اولئك المعتدون..!!
لأنبت من جديد...
غزة الصامدة..
غزة المقاومة..
غزة الطاهرة..
التي لم يدنس أرضها..
الغازون...!!
انثروه..
في كلّ مكان،لم تتركوهم فيه، يعسكرون...!!
لاتحزنوا يارفاقي...!!
سأولد من جديد...
سيوفاً..رماحاًً للمجاهدين..!!
سنابل قمح للجائعين...!!
ياوطني..لاتأبه للغزاة..
فأنا الشهيد..
سأولد من جديد... !!
لأجل عينيك، يا عشيقتي...
لأجل عينيك، يافلسطين...!!
******************************
ومن قصيدة بعنوان
ياعرب..أغيثوا غزة)قلت:
ياأمّة العرب:أغيثوا غزة...انجدوا غزّة..!!
وكأنّ ندائي في ضجيج الجموع ضائع....
لاأحد مصغ لضمير الحقّ.....لاأحد سامع...
ياقبائل ـ في الكرب والنائبات ـ شتّى.....!!
وفي شتمها لبعضها،مشهود لها،في كلّ المجامع..
أغيثوا غزة.. انجدوا غزّة..
وإلا..كلّ بطين منكم،في المؤامرة ضالع....!!
ومن قصيدة بعنوان(النصر المبين.. لغزة)ذكرت:
بشرى كتائب القسّام......النّصر تصنعه الإرادة...
النّصر هو المقاومة،هو الصمود،.....هو الرّدّ على حرب الإبادة...
أخي المقاوم....الرّابض وراء مدفع..
أطلق قذيفتك على عدوّ الحياة.....ولثرثرة المتخاذلين لاتسمع...
أطلق صاروخ القسّام..أطلق صاروخ غراد...
فأنت، للنصر المؤزّر تصنع....
أطلق..أطلق... فعدوّك جبان،ولغير صوت القوّة لايسمع..!!
*******************************************
تحيّتي إلى الشعبين الجولاني، والفلسطيني المقاومين، البطلين في يوم الأرض،ودعاء من القلب، بأمل التحرير والعودة إلى اللحمة الوطنية ـ قريباً ـ إن شاء الله.
الكاتب: حيدر حيدر
سلمية في /4/3/2011/