المرأة ....والشهريار

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد

تجاوزت المرأة في عصرنا هذا الكثير من الأنماط التقليدية التي كانت سائدة في العقود الماضية والتي تحكمت بها وجعلتها أسيرة جملة من العادات والتقاليد التي قيدت من تقدمها الحقيقي في المجتمع.
فبالرغم من نظرتها الدائمة للتحرر من هذه القيود المفروضة عليها وبالرغم من تحقيق انجازات نسوية ملموسة حققتها نساء العالم من خلال المطالبة بحقوقهن إلا أننا في مجتمعاتنا الشرقية مازلنا نعاني من سطوة الصورة النمطية التي حكمت على المرأة والتي تجعلنا في موقع التناقض والانفصام في تعاطينا مع المرأة حيث مازالت عبارات التحرر والمساواة التي يتغنى بها الرجال على رؤوس الأشهاد تخفي في باطنها تعبيرات التعصب الذكوري والانغلاق والتخلف الاجتماعي.‏
ماذا تقول النساء عن هذا التناقض الذي يواجهنه مع محيطهن الاجتماعي واللائي وعدهن الرجال فيه بالتحرر من قيود وظلم الأب المتخلف وقسوة الأخ المتمرد بعد أن تكون زوجة هذا المتحرر.
‏
شعور بالنقص‏

تقول غادة (صيدلانية) 40 عاماً: إن زوجي يمتلك مزاجاً حاداً فإذا عاد للمنزل وصادف وجود ضيفة عندي يبادرها بالسلام ويتبادل معها أطراف الحديث ويصدر حكمه عليها من خلال هذه المحادثة فإذا ضحكت له ولم تعارضه في الرأي يستقبلها أحسن استقبال أما إذا كان خلاف ذلك فهو يحتم علي ألا أستقبلها في منزلي فهو للأسف الشديد لا يحترم وجودي أمام صديقاتي حيث تظهر عصبيته وتأففه بالكلام الجارح والصوت العالي حتى يغادرن المنزل دون عودة، ولذلك أصبحت أشكو من الوحدة لأن معظم صديقاتي توقفن عن زيارتي للمنزل بسبب تصرفات زوجي.‏
كما أنه يمنعني من مصافحة الرجال باليد أما هو فيسمح لنفسه مصافحتهن ومن لا تفعل ذلك فهي متخلفة اجتماعياً ولا تستحق الاحترام حسب وجهة نظره.‏
سهى (موظفة) 35 عاماً تشكو من فذلكة زوجها فهو كما تقول يدعي المعرفة والفهم في كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة فدائماً جوابه جاهز على لسانه لاليس صحيحاً أنت لا تفهمين لا تعرفين..إلخ.‏
وقالت سهى السبب في ذلك ربما يعود إلى إحساسه بالنقص تجاهها فهي أعلى منه في المرتبة الوظيفية بالرغم من أنهما لا يعملان في نفس المكان كما أنها دائماً تتلقى ثناء ومديحاً على عملها فهي ناجحة وأمامها مستقبل زاهر باعتراف الجميع وهذا الكلام بحسب قولها يغيظ زوجها ويشعره بالنقص حيث يقول لها دائماً مهما علت مرتبتك في عملك فهي تبقى منخفضة في بيتك ما يشعرها بالإحباط وخيبة الأمل.‏

نساء العالم الافتراضي‏

مشكلة أخرى واجهتنا في تحقيقنا هذا حيث تعاني مايا (معلمة) 28 عاماً من أزمة الانترنت التي أفسدت عليها حياتها مع زوجها إذ إنها تشتكي من الوحدة القاتلة رغم وجوده إلى جانبها، يمتلك شخصية جذابة يحسدها عليه كل من رآهما مع بعضهما البعض لكن لا يمنحها حقها في التعاطي معه حياتياً فهو شديد الالتصاق بفتيات العالم الافتراضي يضحك معهن ويسهر ويغازل ويغرم بهن وغير ذلك وكأنه لا يوجد لديه زوجة جذبها إليه منذ أكثر من سنتين بالكلام الجميل والوعود المعسولة وتتنهد مايا وتقول: حاولت الطلاق لكنني لم أجد أحداً يشجعني على ذلك فأنا كما تقول أريد أحداً أن يتفهم وضعي فزوجي يفضل فتيات الانترنت علي.‏
بأي حق يا رجل يا متحرر يامن طرقت كل الأبواب مستعطفاً الآخرين لتخطف قلب هذه الفتاة بأي حق تسهر وتسمر مع غيرها تاركاً في قلبها عذاب الحيرة والأسى التي تحول الحياة إلى جحيم يحرق الأخضر واليابس.‏
عطاف نعيم (ربة منزل) 31 عاماً تقول عن تناقضات زوجها التي تبكيها أحياناً وتضحكها أحياناً أخرى: إنه يتكلم مع النساء بأعذب الكلام ويرحب بابتسامة عريضة ويحشر نفسه بالتفاصيل الصغيرة للواتي يتواجدن عندي في المنزل وهو من المؤيدين لتحرر المرأة ومساواتها مع الرجل ويناصرها في كل المواقف ومع أسفي الشديد الحقيقة عكس ذلك.‏
في العمل يتغزل ويهتم ويدلل وإذا طلبت إحداهن خدمة بسيطة يلبي وبكل سعادة وكأنه رجل المهمات الصعبة، أما في بيته ومع أسرته فهو لا يطيق أحداً ولسان حاله هو المنع المطلق لكل شيء: ممنوع الماكياج، ممنوع العطر، ممنوع الألوان الزاهية في الشارع إلا إذا كنت برفقته رغم أنه يرتدي مختلف الألوان الزاهية والفاتحة ويتعطر بأغلى العطور وقد أعادني للمنزل مرة لأنني نسيت خاتم الزواج فالخاتم بنظره وبتفكيره هو الذي سوف يحميني والمضحك المبكي في الموضوع أنه يمنعني من ارتياد المراكز الرياضية لأمارس الرياضية ويطلب مني أن أكون مثل فتيات الفيديو كليب من حيث الرشاقة والأناقة والجمال والكلام الرقيق.‏

يدخل باشا ويخرج وزيراً‏

صفاء (مهندسة) 40 عاماً تقول: أزمتي معه أزمة ثقة لأنه يجب علي إخباره بكل كبيرة وصغيرة وخاصة عندما أقوم بزياراتي فيجب علي أن أقدم تقريراً مفصلاً عما دار بيني وبين صديقاتي أو أهلي من حديث، أما هو فله حرية الذهاب والإياب من دون سؤال، وإذا عاد للبيت علي أن أقف استعداداً له والجري باتجاه الباب لاستقباله بابتسامة عريضة وطلة بهية، لأخلع عنه سترته وأرحب به بالقول (أهلين ابن عمي، ) وإن صادف إحدى الجارات في منزلي يستقبلها مبتسماً مرحباً ويردد كلمات الترحيب (جارتنا أهلاً وسهلاً، ما ضيفتوها، ما وجبتوها، دللوها لأنها غالية) وعند خروجها يعود لكشرة الحزين وكأنه ليس هو من الذي كان صوته يعلو بكلامه المعسول والمزاج الزائد عن حده مع جارتنا.‏
تؤكد علا السيد (23 عاماً طالبة في كلية الحقوق) بروز النزعة الذكورية في مواقف بسيطة في حياتنا اليومية، فضمن عائلتي ومع أقرب الناس لي وهو والدي عندما تجلس العائلة لتناول الغداء في يوم الجمعة أو مناسبات مختلفة يطلب الأب من بناته تجهيز السفرة بأفضل شكل ممكن، فتأتي إحداهن وتطلب من أخيها المساعدة وجلب الصحون يرفض الأب ذلك بشدة ويقول: هذا عمل النساء لا الرجال (ما ناقص إلا أخوك يقوم يجلي الصحون..!!) وتعتقد علا أن هذا الأسلوب يكرس ثقافة التمييز بين الجنسين ويجسد لحالة نمطية يعتبر فيها أن المرأة هي لعمل المنزل فقط ما يعمق بدوره في نفس ابنه هذه النظرة مهما درست وتعلمت.‏
لاشك أن كل ما تم عرضه من حالات لا يمثل عينة دراسية منهجية ولكن يمثل عينة نسائية على الأرجح أنها تنتشر في مجتمعنا فهي ليست قاعدة ولكنها أيضاً ليست الاستثناء وإنني أعتقد أن المشكلة الأكبر في مجتمعنا هي المرأة التي اعتادت سيف التمييز القسري والعنف وعدم الرحمة والإنصاف من الرجل بالرغم من تحملها لسلبياته وإرهاصاته، فهي تكاد تكون مظلومة ومقهورة ومجبرة، إذ إنها لا تريد الطلاق وخراب بيتها وتريد أولادها والعيش بقربهم والأهم من هذا أنه ليس لديها مأوى آخر بعد خروجها من منزل أهلها.‏
أما آن لنا أن نعتق المرأة من قيود لا معنى لها في زماننا هذا وأن نعطيها مكانتها التي تستحقها بجانب الرجل لا خلفه.‏
أرجو من القراء الأعزاء ألا يلقوا اللوم على عاتقي فأنا لا أستعدي الرجال ولا أهاجمهم لأنني مثل غيري من النساء زوجة وابنة وأخت وأم، لكنني حزينة على النساء من حولي فأنا ضد الرجل الذي يدعي التحرر ويقول مالا يفعل.‏

الحكيم المميز ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقراط :

من جديد نعيد الاعتبار إلى كلمة: "أحبك"... بعدما تلوثت

طويلاً ، ومضغوها كاللبان و "الشيكلتس"، وعهّروها وباعوها في

أسواق الرياء، وغطّوها بالأقنعة ورموا بها ليلاً في براميل القمامة

كأطفال الخطيئة.

حبك رئة الأوكسجين في كوكب ملوّث حتى موت الأرانب

البيض كلها...

تحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ متميز على المتابعة البراقة ـــــــــــــــــــــــــــــــة

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أخي الروحي الغالي علي نور الدين
ردّ لطيف...جميل
بارككم المولى

لا تعليق سقراط كما عودتنا تألق وروعة في الانتقاء

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أختي الروحية الغالية ميران
مروركم...زاد صفحاتنا ألقاً
كما زادنا أملاً...
بارككم المولى

» قلب الرجل وقلب المرأة
» المرأة عند الإسماعيليين
» المرأة و الرجل
» هل تعرف هذا عن المرأة....
» المرأة سر الكون