شبكية العين ... لتشخيص مرض الزهايمر
يتوقع الخبراء خلال السنوات القادمة زيادة هائلة في نسبة الإصابة بمرض الزهايمر، ومن غير المستبعد أن تتضاعف هذه النسبة إلى ضعفين أو حتى إلى أربعة أضعاف بحلول عام 2050، نظرا لزيادة نسبة المسنين في معظم المجتمعات.
ويبلغ اليوم عدد المصابين بهذا المرض حوالي 35 مليون شخص على الصعيد العالمي، وبما أن فرص الشفاء معدومة، فإن تشخيص مرض الزهايمر يعني للأشخاص المصابين به كارثة حقيقية.
وحتى الآن لم يعرف السبب بعد وراء تجمد بروتين (بيتا أميلويد) داخل وخارج الخلايا العصبية في دماغ المرضى المصابين بمرض الزهايمر. وخثرات البروتين هذه تؤثر على عمل تلك الخلايا الحيوية المهمة وتعرقل التواصل بين الخلايا العصبية. أما النتيجة فهي ضمور الدماغ بنسبة تتباين بتفاوت حدة الإصابة، وقد تصل إلى 20 في المئة ويتعرض المريض خلالها لفقدان الذاكرة والإحساس بالمكان والزمان ثم لا يستطيع بعدها المريض التحكم في مجريات الحياة اليومية العادية. وفي نهاية المطاف يفقد المريض شخصيته بشكل تام ويصبح بحاجة إلى رعاية شاملة.
داء الزهايمر من الأمراض المستعصية التي عجز الطب في معالجتها يقف الطب عاجزاً أمام هذا المرض، فحتى تشخيصه يمثل مشكلة، إذ إن ظهور الأعراض النموذجية للمرض وهي النسيان، قد يستغرق حتى 20 عاما. وخلال هذه الفترة يكون الدماغ قادراً على تعويض فقدان الخلايا. بيد أن الوقت غالبا ما يكون متأخرا حين يتم تشخيص المرض، فعندها يصل عدد الخلايا المدمرة إلى ثلث خلايا الدماغ. ورغم التقدم العلمي، إلا أن الأطباء يقفون عاجزين عن وقف تطور المرض، فضلاً عن أن أساليب العلاج والتشخيص المبكر تكاد شبه معدومة.
ومن المفترض أن يصبح تشخيص الزهايمر في المستقبل أبسط بكثير، بحيث تكفي نظرة واحدة داخل شبكية العين لتشخيص المرض في مراحله المبكرة، إذ يمكن رصد التغييرات المرضية من خلال اختبار على شبكية العين وتلك التغيرات تمكن من معرفة التطورات المتعلقة بالمرض داخل الدماغ قبل وقت طويل من ظهور الأعراض النموذجية للزهايمر.
وسيتم إجراء التجارب على عينات من شبكية العين لدى مرضى متوفين كانوا مصابين بمرض الزهايمر وأيضاً على فئران معدلة جينياً ومصابة بالزهايمر.
وفي نفس الوقت تجري الأبحاث في معهد كليمنس شوبف التابع لجامعة دارمشتادت، للبحث عن مواد ملونة ، التي يفترض أنها تحدث تلك التغيرات في شبكية العين. في حين تعكف دراسة بمستشفى مدينة يينا الجامعي، على البحث في التغيرات التي تطرأ على شبكية العين لدى المصابين في مراحل متقدمة من المرض. ومن جانبهم يقوم الخبراء في جامعة يينا بتطوير الأجهزة الماسحة لشبكية العين والتي تعمل بأشعة الليزر.
ومن المنتظر أن تظهر نتائج هذه الأبحاث أواخر عام 2011، وربما تحمل معها الأمل لملايين المصابين بمرض الزهايمر.