أنتظرت غروب الشمس لأرى السماء مظلمة
تزينها نجوم الفضاء لأخلو بأفكاري قليلاً ..
هاهو القمر يحل بنوره المضيء فتنبض القلوب بمشاعر مختلطة
عند رؤيته وتهمس العيون بما في الخواطر من جنون ..
أتأمل السماء أتوه وتتوه معي أفكاري
فأرى في الأفق البعيد ملامحك مرسومة
أرى عينيك أيها المجهول تراقبني ..
أجد فيها الكثير من البوح ..
ألمح في لمعانها جمال كجمال روحك الدافئة
التي تدفعني دائماً للأمام نحو الأفضل رغم الأميال التي تبعدك عني ..
ياترى ماهو السحر الغامض الذي ألمحه في عينيك ويشدني لبحرهما العميق ..
لله درك استطعت أن تبللني بماء نهرك الخارج من ينابيع قلبك ..
ياهذا أتعلم بأني أطفي تلك الشمعة التي تتهافت بداخلي لتحاكيني عنك
الكلمات هنا تأبى أن تبوح بما يجول في أعماقي
لخوفي أن أغرق في بحر الخيال ..
أتساءل في دياجير الظلام كيف أدفن كبريائي ..
كيف أكابر .. كيف أنسى شيئاً عظيماً تعلمته منذ صغري ..
لا .. لا أستطيع حتى التخيل أن أتخطى تلك الأسوار التي تحيطيني ..
سأبقى مكاني أرقبك وأرقب عينيك التي أراها في الأفق كلما نظرت للسماء ..
سأكابر بلا شك لأرسم طيف أحلامي المبعثرة
على ورودك التي نثرتها بين يدي وأغرسها بدماء قلبي ..
لكني سأتركها ولن أسقيها سأتركها تموت بداخلي
حتى تكون مجرد أنين مخنوق سيسكن الأعماق ويهجر ..
مجرد أنين في عالم لايعني شيء ..
برغم ذلك مازلت أتساءل ..
هل تحلم مثلي .. هل تخاف من الغرق مثلي ..
مجرد تساؤلات ستبقى في الصدور ..
سأطفي الشمعة الأخيرة وأمزجها بصوت السكون
وأمضي عبر شواطئ النسيان حتى وأن طال انتظار
وقوفي على مرافئ الذكريات ..
بعدها سأحكي لمن حولي عن قصتي مع عينيك وحكاياتها
كقصة أزلية وأقول لهم ..
كان ذلك مجرد حلم راودني ..
على المحبة والرقي نلتقي من جديد