الصراع الفكري المذهبي الذي اجتاح البلاد الإسلامية في القرن الخامس الهجري بين الطوائف والفرق أوجد نخبة ممتازة من اللعلماء والفلاسفة الذين اوجدو متلف النظريات العلمية ليحاولوا عن طريقها الاثبات على ان من يتبع مذهبهم أو ياخذ باصوله وتغاليمه يجد الخير في الدارين ومن يخالف ماتوا به واعتبروه مارقا وزنديقا لايمت بالاسلام بصلة مما ادىت إلى المذابح الكثيرة والى الطعنفي اصول المذاهب الاخرى مع ان التاريخ يذكر بالفخر ان اولئك المطعون في معتقداتهم كانوا نت حملت المشعل الفلسقي الذي ينير الطريق إلى المثل العليا والى الاشراقات اروحية السرمدية
ومن اولئك الضحايا والشهداء هذا العالم العبقري الفيلسوف الكبير العلامة سيدنا الشهيد:
شهاب الدين يحيى بن حبش السهروردي المعروف بالقتيل تميزا لمن كانوا يحملون هذا الاسم
تدل اغلب المصادر التاريخيةعلى انه ولد في نيسابور سنة 545هجري وقيل سنة 550
ارسله ابوه لطلب العلم في المدرسة الاسماعلية في مدينة مراغة وهو لايزال صغيرا وهناك درس كافة العلوم الفلسفية الروحية مع زميله فخر الدين الرازي من ثم واصل إلى اصفهان ليطلع على اخر علوم المذهبية وبعد ان تم له ماراد عين داعي متجول في مختلف البلدان الإسلامية كان يفضل الاقامة في ديار بكر ليشرف على المدرسة التي اسسها له الامام الاسماعيلي
كان سيدنا شهاب يحب السفر وكثير التنقل والارتحال ويفضل الخلوات الروحية العميقة وقد اشار إلى ذللك في نعاية كتابه المطارحات فقال :
((وهو ذا قد بلغ سني الي قريب من ثلاثين سنة واكثر عمري في الاسفار والاستخبار والتفحص عن مشارك مطلع على العلوم ولم اجد من عنده خبر عن العلوم الشريفة ولا من يؤمن بها))
ان هذه العبارة اكبر دليل على انه كان يبحث عن رجل عنده القوة أو المقدرة على ادراك المعاني الفلسفية الروحية التي جسدها في الهامه ووحيه وإمامه
اخيرا حط رحاله في مدينة حلب حيث ناظر بعض العلماء والفقهاء في عهد الملك الظاهر ابن صلاح الدين فافحمهم بالنظر لمقدرته العلمية الخارقة فحقدوا عليها واتهموه بالكفر و الزندقة والالحاد والطعن بالدين الاسلامي وطلبوا من امير حلب اعدامه
اخذ امير حلب يماطلهم فكتبوا لصلاح الدين فارسل إلى ابنه يهدده بخلعه اذا لم يقتل هذا المشعل العلمي والروايات مختلفة في ذلك فالبعض يقول انه مات مخنوق والبعض يقول انه مات مقتولا بحد السيف وقسم يؤكد ان شهاب الدين امتنع بنفسه عن الطعام حتى دعاه الله تعالى إلى جواره سنة 587 هجري وكان عمره 36 سنة أو 38 سنة ولقب رحمه الله تعالى بالشهيد
هكذا يجب ان يموت العلماء واصحاب المبادى الحرة في عصر تبخرت فيه كل القيم الانسانية والاخلاقية وسيطر التعصب المذهبي الزميم على تللك المجتمعات الفاسدة
ويعتبر سيدنا شهاب الدين بحق من عباقرة عصره لسلامة طبعه ومقدرته الابداعية والعلمية وبراهينه الدامغة وحججه القوية ,, كيف وقد عرف العالم على المضمون الروحي للعقيدة الاسماعيلية واوجد النزعة الانسانية الحقيقية المستمدة من اصولها ومأساة الحلاج التي اهتزت لها بغداد عدة سنين لأكبر دليل على عنف وقسوة اولئك الذين يسمون نفسهم علماء وفقهاء بينما يعشعش في نفوسهم الحسد والغيرة والحقد
وربما السبب الذي دفع ضلاح الدين لقتل هذا العلامة هو تلبية لرغبة رجال الدين بحلب وخوفا من ان ينضم ابنه الملك الظاهر إلى الدعوة الاسماعيلية الذي لم يكن يفارق هذا الفيلسوف الا نادرا"
من أهم مؤلفات هذا المفكر العظيم
· الألواح العمادية
· اصوات اجنحة جبرائيل
· حكمة الاشراف
· نزهة الارواح
· المطارحات
وتضم اكثر مؤلفاته مقالات ميتافيزيقية وتشبيهات وعروض مذهبية وابحاث روحية سرمدية لها مكانة عظيمة في عالم الفكر الخلاق المبدع
وما أبدع ماقيل عنه :
لقد بدأ السهروردي حياته الروحية بنقمة من شعر الحلاج في التوحيد:
لا نوار نور النور في الخلق أنوار**وللسر في سر المسرين أسرار
رحم الله تعالى سيدنا السهروردي الذي لايمكن لاي شخص يبحث عن الحق الا ان يطلع على تاريخ حياته وعلى كتبه وتجربته