التهاب اللوزتين
عدم فعالية المضادات الحيوية
يزور مليونا شخص سنوياً أطباء الصحة العامة من جراء الإصابة بالتهاب اللوزتين . وفي 90 في المئة من الحالات يتم وصف المضادات الحيوية مع أنها في غالب الأحيان غير ضرورية . لقد آن الأوان لتبديل عاداتنا .
يتفاجأ معظم الأطباء بعدم عودة الألم وبخسارة زبون عندما لا يصفون المضادات الحيوية Antibiotics لعلاج التهاب الحنجرة أو اللوزتين Angine للأطفال ، وكان باستطاعة هؤلاء أن يقوموا بذلك بكل سهولة ، على غرار العديد من زملائهم ، بغية عدم إهمال احتمال أن يكون الالتهاب ناجماً عن بكتيريا الستريبتوكوك ، الذي قد يسبب لاحقاً مضاعفات في وظائف الكليتين والقلب ، على غرار الروماتيزم المفصلي الحاد الذي ألحق الضرر بصمامات القلب لأجيال وأجيال قبل وصول البنسلين . ولكن الأطباء ذهبوا بعيداً في حالة اللوزتين ، فمعظم حالات التهاب اللوزتين سببها فيروسات غير حساسة تجاه المضادات الحيوية ، التي يؤدي العلاج بها إلى صرف وصفات لا فائدة ترجى منها ، بالإضافة طبعاً إلى النتائج السلبية المتأتية عن زيادة مقاومة الفيروسات مقابل الإرتفاع المفرط في استخدام المضادات .
تشخيص سريع
إن لم نغير عاداتنا ، أي إذا لم يعمد الأطباء إلى وصف المضادات بعدد أقل ، وإذا لم نكف كمرضى عن المطالبة بها ، فإن الأدوية ستفقد حتماً فعاليتها . من دون أن ننسى أنه ليس أمامنا في الأعوام العشرة المقبلة إلا المداواة بالأنواع الموجودة حالياً ، إذ يجمع العلماء أن ابتكار إنتاج ثوري في هذه المجموعة من الأدوية لن يرى النور في وقت قريب . وما يساعد على تلافي وصف المضادات دون جدوى هو عدم الصعوبة في التعرف على الإصابة البكتيرية ، وذلك من خلال أخذ الطبيب بالاعتبار عمر المريض ( قبل عامين وبعد 25 عاماً فإن الإصابة البكتيرية نادرة ) ، وغياب بعض الأعراض مثل السعال والحمى وتورم الغدد في العنق ووجود النقط البيضاء ، ولكن كل هذه الملاحظات لا تسمح باستبعاد إصابة فيروسية .
وقد بات في متناول الأطباء الإعتماد على تحليل سريع جداً لا يتطلب سوى دقائق قليلة ، لمعرفة ما إذا كان التهاب اللوزتين ناجم عن فيروس الستريبتوكوك Streptocoque . فبعد تجربة ناجحة لهذا التحليل قررت الهيئات الصحية تشجع الأطباء على استخدامه ، وعمدت في بعض البلدان إلى توفيره مجاناً للأطباء . لذلك لا داعي للإستغراب إذا عمد الطبيب إلى رفع بعض الخلايا من حنجرة المريض بواسطة الملعقة الخشبية ، وتأكد خلال دقائق ما إذا كان الالتهاب بكتيرياً أو فيروسياً ، وهكذا لن يصف مضادات حيوية إلا في حال ضرورتها ، الموقف الذي يخفض وصفها بنسبة 50 في المئة ويحد بالتالي من مخاطر مقاومة الفيروسات لها .
صح أو خطأ ؟
- العدوى الفيروسية تدوم لمدة أقصر في حال استخدام المضادات الحيوية .
- خطأ ، لأن في حال كان الفيروس هو المسؤول عن التهاب الحنجرة فإن هذه الأدوية هي غير مجدية ، كما أنها لا تقلص المضاعفات الناجمة .
· المضادات الحيوية تخفض الحمى .
- خطأ ، لأن المضادات الحيوية تقوم فقط بتدمير البكتيريا ، في حين أن المسكنات مثل الأسبيرين والباراسيتامول هي التي تخفض الحمى .
· إذا وصفنا المضادات الحيوية بأعداد أقل قد تستعيد مفعولها .
- صحيح ، والدليل ما حصل في السويد . فمع ازدياد مقاومة الفيروسات للمضادات أوقفت السلطات الصحية تغطية كلفة هذه الأدوية وتوقف الأطباء أيضاً عن وصفها ، والنتيجة كانت أن مقاومة الفيروسات تراجعت .