أطفال الروماتيزم:العلاج الطبيعي هو الأفضل!
الرياض - سناء ماضي (اختصاصية أولى في العلاج الطبيعي بمستشفى الملك فيصل التخصصي)1
من بين المصطلحات الطبية الشائعة يوجد مرض «التهاب المفاصل» ويطلق بشكل عام على أمراض المفاصل ومن بينها أمراض الروماتيزم التي تشتمل على أكثر من مائة نوع.إنها لا تصيب كبار السن فقط كما قد يعتقد البعض فهي من الأمراض المزمنة التي يصاب بها الأطفال أيضاً ومن المحتمل أن تصاحب الشخص طوال حياته. والروماتيزم لا يؤثر في مفصل المريض وحده، بل يتجاوزه إلى التأثير في أعضاء أخرى من الجسم مثل الجلد والأعضاء الداخلية! ومن الأمراض الروماتيزمية التهاب المفاصل الرثياني الطفولي الذي يعد من أكثر الأمراض شيوعاً عند الأطفال فهو عادة يصيب الأطفال دون عمر السادسة عشرة.
ومن أهم أعراضه: تورم المفصل،احمرار وحرارة حول المفصل،قصور في حركة المفصل،ألم يزداد عند تحريك المفصل أو عند الضغط أو اللمس،تيبس المفصل، خصوصاً عند الاستيقاظ صباحاً. أنواع التهاب المفاصل الرثياني الطفولي: 1- التهاب المفاصل القليلة: يصل عدد المفاصل المتأثرة في هذا النوع (من مفصل واحد إلى أربعة مفاصل)، وغالباً ما يتأثر مفصل الركبة، أو الكاحل، أو الرسغ ويكون التأثر غير
متماثل ، أي أنه من الممكن أن تتأثر الركبة اليمنى ولا تتأثر الركبة اليسرى.وقد يصاحب هذا النوع حدوث التهاب في العين يسمى ( عند 20% من المصابين بهذا النوع.
2- التهاب المفاصل المتعددة: قد يصيب هذا النوع أكثر من خمسة مفاصل، هي عادة الركب والأقدام والأكواع، والأرسغ والفكان، والرقبة، والتأثر يكون متماثلاً أي في كلتا الجهتين من الجسم فمثلاً إذا تأثرت الركبة اليمنى، فإن اليسرى أيضاً تتأثر.
3- التهاب المفاصل الروماتيزمي المنتشر يتصف هذا النوع بتأثر مفاصل متعددة يصاحبه ارتفاع في درجة حرارة الجسم تصل أحياناً إلى 40ْْم. وقد تؤثر على أعضاء أخرى في الجسم كالجلد، والأجهزة الداخلية.
أهداف برنامج العلاج الطبيعي: - تخفيف الألم والتيبس اللذين يشعر بهما الطفل. - تقليل الأذى الذي يلحق بالمفصل. - منع تشوه المفصل وحمايته. - الزيادة أو المحافظة على حركة المفصل. - المحافظة على قوة وحجم العضلات. - تهيئة الطفل للاعتماد على نفسه بقدر المستطاع لأداء أعماله اليومية باستقلالية. - تثقيف وتوعية الأهل بأهمية البرنامج. خطة برنامج العلاج الطبيعي: ü تخفيف الألم وتيبس المفصل: أ- العلاج المائي : يعتبر من أنفع الطرائق لتخفيف الألم والتيبس خصوصاً عندما تتعدد المفاصل المتأثرة.
ب- الشمع: يستخدم عندما تكون المفاصل الصغيرة متأثرة مثل مفصل اليد والأصابع، ويجب تفاديه في مراحل المرض النشطة. ج- التنبيه العصبي الكهربائي عبر الجلد: يعتبر من الأجهزة النافعة لتخفيف الألم خصوصاً عندما يكون عدد المفاصل اثنين فأقل ويشترط أن يكون الطفل على وعي حسي بشدة تيار الجهاز. آثار سلبية! يجب عدم استخدام الحرارة العميقة مثل جهازي الأشعة فوق الصوتية والموجات
القصيرة، لإنها قد تؤثر على مركز نمو العظم الذي يدعى الصفيحة الكردوسية وقد يزيد من التهاب المفاصل. والتهاب المفاصل قد يسبب شعوراً بألم وضغط حول المفصل، وهذا يجعل الطفل يتخذ أوضاعاً مريحة له للتخفيف من الألم وغالباً ما يكون وضع الثني فإذا بقي المفصل في هذا الوضع
فترة طويلة فإنه يؤدي إلى تقلص وقصر في الأوتار والعضلات وبالتالي إلى تشوه في المفصل، ولكي نمنع أو نعالج الاختلال الذي يلحق بالمفصل ننصح الطفل بعمل التمارين التالية: - التمارين الحركية الإيجابية المساعدة . - التمارين الحركية داخل حوض الاستحمام «حمام السباحة». - تمارين الإطالة وهذه التمارين لا تؤدى عندما يكون المرض نشطاً. وفي بعض الحالات المزمنة والمتأثرة بشدة يحدث ضعف وضمور في العضلات كنتيجة ثانوية لعدم استخدام العضلة فترة طويلة. وهناك تمارين التالية مفيدة في مثل هذه الحالات: - التمارين الحركية الإيجابيةوتمارين التقوية: تؤدى باستخدام أوزان أو أثقال تناسب قدرة الطفل. ويجب عدم أدائها أثناء نشاط المرض. - قوام جميل! قد يحدث خلل في القوام نتيجة اتخاذ الطفل وضعية خاطئة للتخفيف من الألم. على سبيل المثال ثني الرقبة أو الرأس إلى الأمام، أو
الجلوس محنياً إلى الأمام، وهذا على المدى البعيد يؤدي إلى انحناء في العمود الفقري. ولتجنب حدوث الخلل في القوام يجب على الطفل أن يتخذ الأوضاع المختلفة أثناء يومه، والمحافظة على القوام الصحيح عند الجلوس، الوقوف والنوم أيضاً. وفي وضعية الجلوس الجيد:تكون الرأس مرتفعة إلى أعلى الظهر مستقيم، وأن يجلس على كرسي ساند للظهر.أما وضعية النوم الجيد: والنوم يكون على فراش متوسط الصلابة، ووضع وسادة صغيرة تحت الرقبة. المحافظة على طريقة المشي الصحيح وتعديل أو تصحيح الخلل في المشي: إن حدوث التهاب في مفصل الركبة ينتج عنه زيادة في إمداد الدم لمركز نمو العظم «الصفيحة الكردوسية» وهذا يزداد كلما ازداد نشاط المرض مما يؤدي إلى زيادة في طول الرجل
المصابة، وهذا يلاحظ بكثرة عند الأطفال المصابين بالتهاب المفاصل الرثياني خصوصاً نوع التهاب المفاصل القليلة؛ لأن التأثر يكون غير متماثل.
وهذه الزيادة ينتج عنها عرج أثناء المشي، وعندها يجب أن يصحح بإضافة قطعة من البلاستيك لحذاء الرجل القصيرة (السليمة) حتى تعادل الرجل المصابة. من الشائع أيضاً تأثر الأقدام؛ لذلك يجب أن نولي عناية خاصة للأحذية التي يرتديها الطفل. حيث يجب ارتداء الأحذية اللينة المريحة الواسعة من الأمام التي يكون لها ساند مثل الأحذية الرياضية لمساعدة الطفل على تخفيف الضغط والألم الناتج عن التهاب مفصل القدم وبالتالي المشي بطريقة سليمة. عندما تتأثر مفاصل الرجل بشدة أو عندما يكون المرض نشطاً يصعب على الطفل الوقوف على الأرجل وفي هذه الحالة يلجأ إلى استخدام الأجهزة المساعدة حتى تخفف من الضغط على مفاصل الطرف السفلي مثل، المشاية، أو العكاز. - جبائر وظيفية :
فائدة هذه الجبائر الحد من حركة المفصل والتقليل من الألم والضغط على المفصل أثناء أداء النشاطات اليومية.مثال عليها: وتستخدم للرسغ أثناءالكتابة. أما جبائر تعديلية :وتستخدم لزيادة المدى الحركي للمفصل وتوصف عندما لا يكون المرض نشطاً وتستخدم بكثرة لمفاصل الركبة والكوع لزيادة المدى الحركي وتقليل التشوهات. ينبغي تثقيف وتوعية الأهل: تثقيف وتوعية الأهل والطفل المصاب بطبيعة المرض، ومدى تأثره بالنشاطات الحركية، وأهمية برنامج العلاج الطبيعي وتحميلهم بعض المسؤولية عن طريق إعطائهم برنامجاً منزلياً للتمارين.وتنظيم النشاطات الترفيهية بما يتوافق مع اهتمامات وسن المريض ومقدرته الحركية ومدى تأثره بالمرض ودمج برنامج التمارين المنزلي بها كما يجب إعطاؤهم
المعلومات الكافية عما ينبغي عمله أثناء نشاط المرض، وما هي النشاطات والتمارين التي يجب أن يتوقف عن أدائها. وأيضا توعية الطفل والأهل عن طريق حماية المفاصل وكيفية استخدام المفاصل المتأثرة بطريقة صحيحة أثناء أداء الأعمال اليومية. كيفية المحافظة على الطاقة الجسدية
وعدم استنزافها حتى لا يشعر الطفل بالإنهاك السريع عند مزاولة نشاطاته. الاستقلالية في أداء النشاطات الحركية اليومية: عندما تتأثر المفاصل بشدة يجد الطفل الصعوبة في أداء بعض الأنشطة اليومية فمثلاً عندما يتأثر مفصل الكتف يصعب على الطفل تحريك الذراع وبالتالي يجد
الصعوبة في الاعتماد على نفسه في اللبس أو الاستحمام، كذلك الحال عندما يتأثر مفصل الكوع يجد الصعوبة في الاعتماد على نفسه في تناول الطعام، أو الشراب. أما إذا تأثرت مفاصل الركبة والورك يجد الطفل الصعوبة في الجلوس والصلاة والمشي كما ذكر سابقاً.لذا يجب تقييم مدى تأثير
المرض على الأنشطة اليومية المعتادة ومن ثم إعطاء الطفل الأجهزة التعويضية المساندة اللازمة له حتى تساعده على تأدية نشاطاته اليومية باستقلالية «وهذا عادة يقوم به اختصاصي العلاج الوظيفي». وهناك عدة أنواع من الجبائر تعطى للطفل من قبل اختصاصي العلاج الوظيفي
حسب احتياجات الطفل.منها -جبائر لإراحة المفصل :هذا النوع من الجبائر يستخدم أثناء نشاط المرض للمحافظة على المفصل في وضعه الصحيح وهي تستخدم بكثرة لمفاصل الرسغ والركبة، وتلبس عادة في الليل حتى تعطي الراحة للمفصل الملتهب. أما عندما يكون المرض نشطاً بشدة فينصح الطفل بلبسها أثناء النهار مع خلعها فترات قصيرة فقط. ومن الجبائر الشائع استخدامها أيضا لكي تحافظ على تثبيت الرسغ في الوضع الصحيح عند نشاط المرض و للمحافظة على وضع الركبة في المدى الطبيعي.
للاطلاع والمعرفة والحزر من هذا المرض الخطير
تقبلوا تحياتي