توصف الحداثة بشكل شائع بأنها خرق للتقليد وزواج بالعلمانية. العلمانية وحقوق الفرد والديمقراطية والتعددية هي مولوداتها المفضلة وتروى قصتها باعتبارها نهوض الغرب الحديث. ومع ذلك فإن القيم الأساسية المعرضة للخطر من الثقافة المدنية إلى أخلاقيات العلم والحياة الفكرية، لها جذور أبعد من الغرب. إنها تعود إلى حضارات وتواريخ العالم الإسلامي بكل تنوعه وتمنحنا نوافذ إلى حداثة مألوفة ولكنها مختلفة أيضاً.
الحوار المطلوب هنا عن مواجهة المسلمين مع الحديث: كيف شَكَّل الإسلام وتشكَّل ومن هم في فلكه بتواريخ متداخلة ومميزة. تُستكشف الهوية والمواطنة والتقوى والاحتجاج والموسيقى وأنماط اللباس باعتبارها تعابير تؤخذ بالاعتبار لصناعة أو إعادة صناعة الأجواء العامة الحديثة. يظهر أن التقليد والتدين على حدٍ سواء، مكونان فعالان في صناعة الحديث.
الموضوع الحيوي هو دور المخيلة الأخلاقية في تعبيرات المدني، المخيلة المغذاة بتنوع الروايات الثقافية والدينية باعتبارها مصادر للذات. ويمكن رؤية هذا في الصراعات من أجل المجتمع المدني والمواطنة الديمقراطية، في محاولة للإمساك بالتكنولوجيات الجديدة وفي تحديات العنف السياسي. عززت أحداث 11 أيلول 2001 الفشل في فهم الحداثات المتعددة وشجعت الإدعاءات عن "صدام الحضارات". يعرض الكتاب وجهات نظر طازجة حول ما يعنيه أن تكون مسلماً وحداثياً، يقظاً للسرديات الفنية التي تدعم الهويتين