اتصال الفكر مع الجسد
معظم أمراضنا وأوجاعنا نفسية من الفكر... لأن الفكر والجسد ليسا وحدتين منفصلتين عن بعضهما بل بينهما اتصال كامل وشامل، إنهما وجهان لعملة واحدة وطرفان لكينونة واحدة.
الفكر هو الجزء الداخلي من الجسد، والجسد هو أيضاً الجزء الخارجي والمرآة التي تعكس هذا الفكر...
فإذاً أي شيء يمكن أن يبدأ في الجسد ثم يدخل الفكر، والعكس صحيح، أي شيء يبدأ من الفكر سينعكس على الجسد، لا فصل ولا انفصال ولا حواجز تمنح التواصل والاتصال...
معظم المشاكل لها وجهان مترافقان ومتكاملان، يمكن معالجتها عبر الفكر أو عبر الجسد .
وما كان يحدث ولا زال إلى الآن، أن فريقاً من الناس يعتقد أن كل المشاكل تنتج من الجسد، وهؤلاء هم علماء الطب المنتشر، يعالجون الجسد فقط، وتحقق هذه المعالجة نسبة نجاح 50% من الحالات، ويأملون أن يتقدم العلم أكثر ليحقق نجاحاً أكبر من ذلك، لكنهم لن ينجحوا أبداً أكثر من هذا الحد مهما بذلوا من جهد...
الأمر لا يتعلق فقط بتطور علم الأبدان ولكن يتعلق أيضاً بتطور علم الإنسان والأديان...
أما الفريق الثاني فهم الناس الذين يعتقدون أن كل هذه المشاكل تنتج من الفكر، وهؤلاء هم علماء الدين السطحيين وعلماء النفس والتنويم المغناطيسي، كلهم يعتقدون أن الفكر هو سبب كل البلاء وهم أيضاً سينجحون في 50% من الحالات، يأملون أن ترتفع هذه النسبة قريباً أم بعيداً ولكن هذا لن يتحقق.
يجب العناية بالمرض والمريض معاً، معالجة المشكلة من الجسد والفكر معاً.... مواجهة من الأمام والخلف... من الجذور والزهور...
بالعلم المتكامل سيتعافى الإنسان 100%
البداية من أول خطوة وأول مقام... أن نبدأ بالجسد فهو بوابة العبور وهو الوسيلة الملموسة للدخول إلى الفكر .
الجسد قادر على أن يشفي ذاته بذاته بتحريره من التراكمات والسموم، وفي ذات الوقت يتم تحرير الفكر من الانفعالات والهموم....