حب الناس أهو سحر.. أم سر؟ (من كتاباتي)

حبُّ الناس أهو سحر 00أم سر؟

كنت أحضرُ مرّةً إحدى الحفلات, وكانت الأصوات العالية والضجيج هما المسيطران على كلِّ الأحاديث, ولكن رغم ذلك كلّه كانت السعادة ترتسم على وجوه جميع الحضور, وعند انتهاء الحفلة أردت العودة سيراً على أقدامي, وكعادتها عندما بدأت المشي أخذت الأفكار تراود مخيّلتي, وفكّرت أنه بالرغم من هذه الفوضى التي كانت في الحفلة إلّا أنَّ الجميع كانوا سعداء, وسألت نفسي هل أستطيع العيش وحيداً؟000ماطعم هذه الحياة دون أناس؟ 000 دون أصدقاء يحبونني وأحبّهم , نتشاجر في وقت, ونتصالح في وقت آخر, نشاطر بعضنا البعض الأفراح والأتراح. فهم كلمات أفكاري التي أفكّر بها, وهم ابتسامتي التي ترتسم على وجهي, هم دموعي التي تتساقط على خدّي والتي ألتقطها بمنديل وفائي خوفاً من أن تسقط على الأرض, وهم ملاذي عندما يضيق بي الحال.

عزيزي القارئ: سبحان الله إن في العلاقات بين البشر سحر, قصدت بالسحر هنا ما يحرك القلوب والمشاعر داخل كل واحد منّا, فيجعلها المحرك الرئيس لتصرفاتنا, دون أن نشعر بما نفعل, فعاطفة الأم تجاه أبنائها لا يمكن وصفها بالكلمات, عندما تضم الأم ولدها إلى صدرها تنسى العالم من حولها, وكذلك بالنسبة للطفل فصدر الأم وسادةٌ رائعة له يشعر خلاله بالأمان والاطمئنان, ويبرهن سقراط على ذلك بقوله: "لم أطمئن قط إلّا وأنا في حجر أمّي".

أيضاً علاقة الزوجين مع بعضهما, علاقة صعبة الوصف, نسمعهم يقولوا دخل فلانٌ عش الزوجيّة, ويقولون دخل آخر القفص الذهبي, ما فهمته أنا من ذلك أنهما عصفوران دائما التغريد طيلة حياتهم, لا غنى لأحدهما عن الآخر, فالمرأة تجد في الرجل السند القوي لها, وكذلك الرجل يجد في المرأةِ الحنان والعطف الذي يفتقده خلال عمله المتعِب, والذي يُذهب عنه عناء العمل.

والرئيس في العمل يحتاج إلى حب واحترام وولاء الموظفين له, والموظفين أيضاً يريدون الأمان في وظيفتهم ويكون المدير هو السند الدائم لهم.

عزيزي القارئ: إنّ كل ما حولنا من سحر هذه العلاقات, يوحي لنا برسم لوحات فنيّة رائعة, أطفالٌ وقت انصرافهم من المدرسة وأيديهم متشابكةٌ مع بعضها لكي يقطعوا الطريق وكأنهم أزهار يحركها الهواء في حديقة البراءة, أو نرى في المشهد الآخر كيف يقوم الشاب بمساعدة ذلك العجوز الذي يحمل رفيقة دربه عكازه معه, وفي اللقطة الأخرى من ذلك المشهد كيف يقدّم أحد المحبّين وردةً لمن يحب تلخّص لها قصائد الحب والعشق والوفاء في الدنيا, واللّقطة الأجمل في الدنيا كيف ينحني والدي ليقبّل يد جدّتي قبلة الامتنان والاعتراف بالجميل, قبلة هي المكافأة التي كانت تنتظرها جدتي من والدي لكي تباهي العالم بولدها, قبلة تعطيني درساً بالوفاء والامتنان لمن فرش لي رموش عينيه كي أنام, ولمن سقاني الدمع كي أكبر.

قارئنا العزيز: عند دخولنا إلى كلية الإعلام كانت المحاضرة الأولى حول كيفية التعامل مع الناس وكيفية اكتساب ودّهم من أجل كسر أي حاجز يقف بيننا وبين المجتمع الذي يحيط بنا, وكان الهدف من ذلك أن نبدو مميزين في أيّ مكان نجلس فيه من حيث محبة الناس لنا وقربهم منّا. وتعلمنا أيضاً أهم شيء وهو أن التعامل مع الناس فن بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى, وكانت هي القاعدة التي انطلقنا منها في حياتنا الصحفية, وعلى هذا الأساس أصبحنا نقيس نجاحاتنا, أي أنّ رصيدنا في النجاح هو عدد الأشخاص الذين نتعامل معهم, فهم بالنهاية منبع المعلومات التي نحصل عليها.

أن نقيم علاقات مع الناس ليس بالأمر السهل, والطريقة الفُضلى من أجل إقامة علاقات ناجحة معهم هي أن نبدأ بالجلوس مع أنفسنا, ثم مع الناس, وهذا هو الواقع الذي يجب أن ندركه جميعاً, كلٌّ منّا يعاني من أخطاء في سلوكه وفي طباعه, ولا ننكر محاولتنا الدائمة والمستمرّة من أجل تحسين ما يعترينا من أخطاء ومساوئ, سواء في طباعنا السيّئة, أو عدم الصبر الذي لا يكاد يفارقنا, وأحياناً تصل بنا الأمور إلى حد التخفيف من قدر الناس, أو حتى قلة احترامهم.

عزيزي القارئ علينا إعطاء الآخرين تعاوناً وحبّاً ورعاية, من أجل أن يعطونا ما نعطيه لهم, لكن علينا نحن أن نبادر بهذا العطاء, لا يجب أن ننتظر المبادرة من أحد, علينا إلقاء تحية الصباح على زملائنا وقد ارتسمت على وجوهنا ابتسامةُ التفاؤل برؤيتهم لكي تمنحهم جاذبيةً نحوي, وبالتالي فإنّ هذه الابتسامة سوف تنتقل إلى الجميع دون أن يشعروا, وتنشر جوّاً من ذلك التفاؤل الذي سوف ينعكس إيجابيّاً على واقع العمل. ومن اللّائق بنا أن نتغاضى عن الأخطاء البسيطة التي ممكن أن تحصل بيننا وبين أحد الأشخاص وحتى لو كانت تلك الأخطاء كبيرة فإننا نحاول تقليص حجمها, من أجل الوصول إلى حلٍّ لأي سوء تفاهمٍ يقع بيننا. ومن الضروري أن نكون شاكرين للآخرين على ما يقدّموه لنا وحتّى ولو كان ذلك من واجبهم. ولكن واجبنا نحن أيضاً منع أي حادث أو مكروه من الممكن أن يتعرضوا له, ولا يجب أن نخضع للمزاجية في تصرفاتنا مع الآخرين لأن ذلك من أفظع ما تتعرض له العلاقات بين الناس وهي نقطة البدء لعملية سوء الفهم نحونا والتي تصيب معظمهم.

قارئنا العزيز: أجمل ما في العلاقات بين الناس هو الصدق في التعامل, فلماذا يكذب الخطيب على خطيبته؟, ولماذا يكذب الولد على والده؟, ولماذا يكذب الزوج على زوجته؟, والتلميذ على أستاذه؟, والجار على جاره؟, والصديق على صديقه؟, و00000؟, علينا عدم رفع الشعارات الزائفة والاختباء خلفها, لأنّها ستنكشف لاحقاً, لنواجه الحقائق دائماً بكل قوة مهما كانت انعكاساتها, وأنا متأكّد أنه لا سلبية في ذلك. لأنك عندما تصدق جليسك القول فإنّك تحترمه ولا تضطر لأن تضع نفسك في مواقف من الصعب عليك التخلّص منها. فكل ما هو مطلوبٌ منك هو الثقة بنفسك والثقة بالآخرين.

مشكور بحق

بالفل الصدق من اجمل العلاقات الاجتماعية بين البشر

وياريت الكل يعرفوا هالشي بركي بتتغير بعقليتهم شي امر ايجابي

حب الناس سحر مازلت أرغب في كشف سره ..حب الناس كيمياء لست أفهمها..

ولكن بالمحبة والصدق تحل أصعب المعادلات والعلاقات بين البشر

بل وجودك بيننا هو السحر
بالتوفيق يا متالق

الاخ محي الدين سحر ماتقدم لهذا المنتدى الرائع بارك الله بك
وليبقى قلمك مدويا صوته

اقتباس :: ن التعامل مع الناس فن
بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى, وكانت هي القاعدة التي انطلقنا منها في
حياتنا الصحفية, وعلى هذا الأساس أصبحنا نقيس نجاحاتنا, أي أنّ رصيدنا في
النجاح هو عدد الأشخاص الذين نتعامل معهم, فهم بالنهاية منبع المعلومات
التي نحصل عليها.

وانت فنان بكتاباتك وطريقة تقديمك
تقبل مروري

الاخ محي الدين بدات متالقا
تقبل مروري

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أخي الروحي الغالي محي الدين
تألّق وإبداع
حب الناس ليس سحراً بل سرّاً من أسرار الخالق في خلقه
وحنين الإنسان لأصله و لمثله
بالمحبّة نعمل ونُجدّ ونُبدع وننبني و............
نُحقّق أملنا ونصل هدفنا

السحر في اطلالك
اتمنى منك المزيد
بالتوفيق لك

انبت نفسي عندما لم انتبه لهذا الموضوع
نطالبك بالمزيد اخي محي الدين
صباح الخير

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد
كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم
ياعلـــــــــــي مـــــــــــــدد
================
أخي محي الدين إسماعيل
محبة الناس عطية من عطايا الله عز وجل فكم جميل أن يشعر الإنسان بأنه مرغوب فيه
في كل ومكان وزمان
ولكي يكون الإنسان مرغوباً فيه يجب عليه أن يبتعد عن الفظاظة

قيل أنَ رجلاً دخل على أحد الخلفاء ، فقال : إنني سأعظك وأغلُظ عليك ، وكان هذا الخليفة فقيهاً ، فقال : ولِمَ الغلظة يا أخي ، لقد أرسل الله من هو خيرٌ منك إلى من هو أشرُّ مني ؛ أرسل موسى وهارون إلى فرعون ، فقال الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
{اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى{43} فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}
صدق الله العظيم
(سورة طه :43 - 44 )

كما قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}
صدق الله العظيم
[النحل/125]
الآيات كثيرة جدا بلاغا عن الله وبيانا بحكمة برحمة بأدب بتواضع للحصول على محبة الناس

كما أن النبي الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام خير البشريه ومَن هو النبي ؟ إنّه سيد الخلق وحبيب الحق سيد ولد آدم المعصوم الموحى إليه والمؤيد بالمعجزات ومع كل هذه الميزات لو كان فظًّا غليظ القلب لانفض الناس من حوله فقال له رب العزة والجلاله
بسم الله الرحمن الرحيم
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فاعفُ عنهمْ واستغفرْ لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين )
صدق الله العظيم
(آل عمران: 159)
وهذه الدعوه للإبتعاد عن الفظاظة والغلظة كانت للرسول الأكرم فكيف بإنسان لا معجزة معه ولا وحي ولا هو معصوم ولا سيد الخلق ولا حبيب الحق بل هو واحد من عامة المؤمنين

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام
{ إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه الناس أو تركه الناس اتقاء فحشه }

اللهم املئ قلوبنا رحمة وحباً لك ولمن أحبك .
اللهم آلف بين قلوبنا ولا تجعل في قلوبنا غلاً على أحد .
اللهم إغفرلنا وارحمنا وأنت خير الراحمين واعفو واصفح يا ذا الصفح الجميل يا عفو يا كريم
.

» دليلك إلى معرفة طباع الناس وأخلاقهم...(من كتاباتي)
» أصناف الناس
» الخيال ... فن رسم المستقبل (من كتاباتي)
» قل لي كيف تجلس ؟ .. اعرفك من أنت................(كتاباتي)
» إعراب الأخلاق في قاموس الحياة...(من كتاباتي)