درجات الإمتياز : دراسة فاطمية عن القيادة في الإسلامDr Arzina R Lalani
إ. ب. تورس بالتعاون مع معهد الدراسات الإسماعيلية
9781845111458:(غـلاف سميك) ISBN غـلاف ورقي) ISBN | |
مـوجـز
تاب ’درجات الإمتياز‘ هو عمل ثنائي اللغة ذو أهمية حاسمة في المنهج الفلسفي للفكر الإسلامي في القرون الوسطى. فهو يقدم أول دراسة كبيرة بسعة كتاب لأحمد بن إبراهيم النيسابوري، وهو باحث غير معروف حتى الآن عاش في أوائل القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر ميلادي، والذي كتب دراسات فلسفية ضليعة مميزة حول إثبات الإمامة. يمتاز أسلوبه في الكتابة بالمنطق والتنظيم وبالمقارنة مع الكتابات المماثلة في تلك الفترة فإن أسلوبه يعد أقل تعقيداً وأكثر بساطة. برز النيسابوري، وهو من مدينة نيسابور، كعلّامة مميز في الفترة الفاطمية والتي امتازت بالمعرفة الواسعة والفلسفة العقلانية. وعلى الرغم من وجود العديد من الأعمال له إلا أن ’كتاب إثبات الإمامة‘ خصوصاً قد مكننا ليس فقط من فهم أهمية فكره وحسب بل من فهم معتقدات عصره أيضاَ.
لم يعتمد النيسابوري بشكل كامل في عمله على القرآن الكريم والتقاليد، فقد استخدم أدوات الفكرية لشرح وتوضيح علم اللاهوت لديه من خلال تقديم مجموعة من الحجج، وعلى رأسها نظرية ’درجات الإمتياز‘. وهكذا يناقش بأن الله خلق كل الأجناس والأنواع بقدرة فريدة وميزة غير موجودة عند الآخرين. تمتاز كل فئة بإختلافها وتباينها وفي الوقت نفسه يوجد نماذج مثالية ضمن كل فئة. يكشف النيسابوري بأن الإمام هو قمة الإنسانية مستخدماً أمثلة من النماذج الأرسطية العشرة والإستعارات الطبيعية الأخرى من المعادن والنبات والأشجار والممالك الحيوانية.
يقدم ’كتاب إثبات الإمامة‘ نظرة مميزة عن تعقيدات حكم الإمام-الخليفة الحاكم (386-411/ 996-1021)، بالإضافة لكون قد أضاف الكثير إلى فهمنا لتلك الفترة وبدد الإتهامات الخاطئة ضدهذا الخليفة. وبالإضافة لكون العمل مشروحاً ومنسقاً فإن له مقدمة سلسة وسهلة الإدراك تقدم فيها الدكتورة لالاني الكاتب وأعماله وتصف مضمون الكتاب، وتوضح عدة مواضيع ضمن النص. هنالك قسم خاص عن موضوع ’درجات الإمتياز‘، بالإضافة لوصفٍ للمخطوطات العربية التي استخدمت في تحقيق الكتاب وملاحظات حول الترجمة والتي تهم القارئ المختص.
من الأفكار الممزة في العمل شرحه لفكرة كيف ولماذا توجد القيادة في كل مكان في العالم. فمن أجل هداية البشرية يتوجب وجود الإمام دائماً في العالم، ويمضي واصفاً ما هو حصري في الإمام ولماذا يعتبر وجود الإمام ضرورياً فكرياً وفطرياً. ومثال على ذلك سؤال في الفقرة [45]:
’’وبالإضافة لذلك، نحن نقول أن هناك تفاوت وإختلاف في درجات التميز (التفاضل) في أجهزة الجسم؛ فأولها وأفضلها هو الرأس. حيث يوجد الوجه الذي يميز ويعرّف كل إنسان عن الآخرين. وأفضل الأعضاء الداخلية الدماغ، فهو رئيسها ومصدر الفكر عند الإنسان. وعلى نحو مماثل فإن مكانة الإمام بالنسبة للعالم مماثلة لمكانة الرأس، وبالنسبة للأعضاء فهو بمثابة الدماغ.تدور حوله كل شؤون الخلق كما تدور كل الإجراءات المتعلقة بالجسم حول الدماغ. يشكل العقل أفضل القدراتعند الإنسان والأرواح، والإمام هو ’العقل الكلي‘ في العالم والذي منه وفيه تصبح جميع شعوب العالم موحدة.‘‘
يشكل كتاب ’درجات الإمتياز‘ مصدراً قيماً عن الفكر الكلاسيكي الفاطمي ويشكل مصدراً دراسياً أساسياً لطلاب التاريخ الإسلامي والفلسفة واللاهوت بالإضافة لكونه يشكل مرجع مفيد للجماعات الشيعية الحديثة من جميع المذاهب.