منتدى الباحث الإسماعيلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الباحث الإسماعيلي

موقع شخصي وغير رسمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» خمس رسائل إسماعيلية - تحقيق عارف تامر
هواجس علي الجندي/لؤي آدم Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:10 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب شجرة اليقين للداعي عبدان - تحقيق الدكتور عارف تامر
هواجس علي الجندي/لؤي آدم Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:09 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» منخبات اسماعيلية
هواجس علي الجندي/لؤي آدم Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:08 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب الطهارة للقاضي النعمان
هواجس علي الجندي/لؤي آدم Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 7:27 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب مصابيح في اثبات الامامة للداعي الكرماني
هواجس علي الجندي/لؤي آدم Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:07 pm من طرف همداني

» كتاب سرائر وأسرار النطقاء لـ جعفر بن منصور اليمن /نرجو التدقيق
هواجس علي الجندي/لؤي آدم Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:05 pm من طرف همداني

» كتاب نهج البلاغة للامام علي عليه السلام
هواجس علي الجندي/لؤي آدم Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 11, 2023 9:48 pm من طرف ابو محمد الكيميائي

» ارحب بالاخ حسين حسن
هواجس علي الجندي/لؤي آدم Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2022 5:12 am من طرف الصقر

» كتاب دعائم الاسلام
هواجس علي الجندي/لؤي آدم Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 01, 2022 6:16 am من طرف همداني

المواقع الرسمية للاسماعيلية الآغاخانية

 

 هواجس علي الجندي/لؤي آدم

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

هواجس علي الجندي/لؤي آدم Empty
مُساهمةموضوع: هواجس علي الجندي/لؤي آدم   هواجس علي الجندي/لؤي آدم Icon_minitimeالسبت أغسطس 08, 2009 11:29 pm

الاسرار تكمن في ذات الشاعر, فتصبح هواجسا, يعرفها وتعرفه, والمطاردة لا تتوقف إذا واجهها فالمواجهة تحرضها الأقنعة المختلفة.





وللشاعر علي الجندي فرادة تميزه في صياغة هواجسه وأسراره شعرا, فهو يمنح من ذاته اليقظة ومواجده رؤاه ويبذرها في أعماق تربته النفسية, يسقيها العطر الممزوج بفلسفة تأملاته الباحثة دونما جدوى, عن ضفاف حقيقية لأمواج اندياحاته النفسية الرافضة لهزات رأس الاقتناع والمبادهة, ثم يرسلها إلى الآخر على أجنحة سحائبه الشعرية الماجنة لتهطل أمطارا نبيذية على تخوم كروم التجربة البوهيمية الموحشة.‏

ويطغى الطابع الفلسفي على شعر علي الجندي وتتراءى ملامح تراثية متداخلة بين التاريخ والأسطورة, بين الثابت والمتحول, بين الواقع وما وراء الواقع, فتتكاثف رؤيته وتتعقد ادواته الشعرية كلما توغل في صياغة هواجسه الفكرية ليفتح بوابات الافتراض والتأويل لدى المتلقي دالا بهذا على عمق دراسته الفلسفية ومدى امتلاكه ناصية علم النفس وتمثل كثافة ثقافته الفلسفية لهواجسه بصياغات نصوصه التي يعتمد فيها على مقاربة ذهنية فلسفية مماثلة عند الآخر, فالتأمل والباعث الفلسفي يخلق عنده معايير جدلية لآفاق الوجود, وهذا لا شك يحتاج عزلة تأملية تبدت طقوسها واضحة في نصوص علي الجندي.‏

وهو يبدأ في تأملاته منذ نقطة الانطلاق أو بصريح العبارة منذ الولادة مازجا إياها بنقطة الرحيل جاعلا طقوس الموت طقوس ولادة, فيصف لنا مشهدية ولوج الحياة ووداعها في شهدية مزدوجة تعني الموت والرحيل والولادة, فيقول في ديوانه (صار رمادا): كنت في ريّانة الأيام لم أبلغ من العمر ولا ألف سنة, عندما جاؤوا قناديل, قناديل, طبولا, وأزيزا, ورصاصا, وجنونا‏

اختطفوني من ذيولي اللولبية‏

وأبي ينظر من عليائه الغيمية المحتقنة‏

عاجزا عن قولة أو ضحكة أو دمعة..‏

يرسل ضوءا باهتا في الرمل والرهجة.. أمي...‏

غابت الشمس!‏

انتحوا بي طرفا أقصى من الغيب‏

أزلوا عني الماء وعطر الورد واللؤلؤة الأولى‏

وعرّوني من النوم, أزالوني من الأنثى

لا شك أن الجملة الأخيرة: أزالوني من الأنثى, كانت صرخة علي الجندي عند الولادة, وهي أيضا وصيته الوحيدة أو شكواه الأخيرة عند الموت.. وهذا يفسر لنا بعضا من هاجس المرأة وأبعاده المهيمنة على حياته المضطربة.. وعندما يقرر الجندي جملته تلك يؤكد أن هذا الهاجس يهيمن عليه كرد فعل على واقع فرض عليه الابتعاد عن جذوره الرحمية, ثم يأتي الاعتراض الثاني على واقع آخر مجهول الهوية والتخيل, وهنا يمكننا أن نتذكر عندما قرر (تشارلز لامب) في حديثه عن علاقة الشاعر بالواقع- ويسميه هو الطبيعة- فيقول: إن الشاعر يخلص إخلاصا جميلا لمرشدته السامية (يعني الطبيعة) حتى عندما يبدو أقرب إلى خيانتها, فهل أخلص علي الجندي لملهمته ومرشدته السامية (المرأة) أو كما أسماها هو (الأنثى) كتعبير ذكوري مكمل لرجولته التي لا تكتمل إلا بالأنوثة?‏

ثم نجد أن الشاعر علي الجندي قد تجاوز قضية الواقعية المكانية ملتفتا بكليته إلى الواقعية الزمنية مشخصا هواجسه القلقة من الزمن والصمت والحلم:‏

ها أنا أخطو من الصمت إلى اللغو‏

وأعطي للرياح السود أحلامي

فهو ينفلت من واقعه الساكن إلى واقع آخر متحرك, تاركا التأملات النظرية حرة في قبضة الريح ليعلن قائلا:‏

أسلمت نفسي للزمان ‏

فهل يقصد علي الجندي بهذا الاستسلام التورط في علاقة أبدية مع أخيلة الفن والإبداع?‏

يعقب (ترلنج) على هذا بان أخيلة الفن تأتي لتخدم غرض الاتصال بالواقع عن قرب وفي صدق فلا شيء يميز الفنان مثل قدرته على تشكيل عمله وإخضاعه مادته للعقل, وإن تكن مجافية لما نسميه (ناموس الطبيعة) وربما كان من الصعب إنكار ما قد يعانيه الشاعر من مرض أو معاناة تعد عاملا في انتاجه, وله أثره في كل جزء من هذا الانتاج الذي يغدو بمثابة الترجمة الدقيقة لمكنوناته الذاتية, كما نرى هذا جليا في الكثير من أشعار (الجندي) مثل قوله في قصيدة (أين المفر?) من ديوان (سنونوة الضياء الأخير)‏

.. وإلى أين المفر?‏

كل مجر الموت قدامك والماضي وراءك‏

أنت لا تهرب من ماض‏

ولا من مقبل أسود‏

بل تهرب من أعماقك المشتعلة

نجد هنا أن مفردات الشاعر علي هي ذاتها بمثابة محاور لمعظم قصائده مثل: الحزن, الموت, الخوف, الغد, الماضي, الهروب..‏

تلك هي مدارات قلقه وهواجسه, فيكثر ورودها, كالألفاظ ومعان, ومرادفات في شعره الذي يردده في تمتمات طقوسية تؤنس خلوته القصيّة, العابقة بأجواء الأسطورة التي تهيمن على أجواء القصيدة عند علي الجندي كما سنرى في الفقرة التالية:‏

الاسطورة في شعر علي الجندي‏

تشكل الأسطورة محورا شعريا أساسيا في نصوص علي الجندي لتقوم تشكيلاتها اللافتة على خارطة قصيدته, وقد حملتها لغة شعرية خاصة إذ استمدت خصوصيتها من تجربة الشاعر الباحث في بطون الكتب التاريخية والتراثية والدينية والفلسفية ناهيك عن تأملاته الذاتية ورؤاه الخصبة.‏

مما أعطى للقصيدة أبعادا دلالية وفكرية وثقافية خصّها الدارسون والنقاد والمحللون بمطبوعات عززت موضوعة النقد الذي حاول أن يبتكر مفاتيح لفك مغاليق الغموض في قصيدة علي الجندي.‏

والشاعر علي عاش في بلدة هي بمثابة البوابة الرئيسة للصحراء السورية وآخر حاضرة يعبرها الإنسان ليدخل عوالم الصحراء بأسرارها وطقوسها وخرافاتها, يختزن في ذاكرته كل الخرافات التي كانت ترويها العجائز في (سلمية) ويبدو أنه تأثر بها واكتشف دلالاتها عندما نضجت شاعريته فوظفها في موضوعته الشعرية بعيدا عن (فلسفة الأسطورة) التي تعامل معها (أدونيس) الذي نقل المعنى الأسطوري إلى الموضوعي الواقعي بداعم فلسفي ثقافي محكم, بينما أسطر علي الجندي الخرافة مع إبقائها على براءتها المعنوية التي تحمل دلالاتها الأخلاقية والقيمية, لذا ظهرت آثار الطفولة ولاخرافة في شعره متداخلة مع خياله الشعري الذي هيّأه حلمه من الخلاص والهروب من قلق الموت على أمل تحقق أمل مستحيل في (خلود زمني) ورغبة موؤدة في (خلود معنوي)

و.... أفيق على شرفة دنيا ساكنة‏

الصمت إله منشور في كل مكان, الحجر أصم, ولا يتحرك في المشهد شيء‏

والشمس مجمدة صامتة من غير أشعة, والشجر الواقف لا نأمه الأرض, ووجه الأفق وحتى الشمس.‏

وأوراق الشجر يغلفها لون أربد آجري أجوف‏

وذهول يحبس أنفاس الأشياء‏

ويخرس حتى تمتمة الغدران.. أهو الموت? الموت, الشط الآخر?

الشاعر كما يبدو مسكون بهواجس التداخل ما بين الأسطورة والواقع وحقيقة الموت الجامع بينهما, لهذا نراه متوثبا, قلقا, يتناول شراب الموت في كأس الأسطورة مقتنعا بما وضعته الخرافات والأساطير ضمن جدليات الصياغة العقلية الرامية إلى جعل منطلق المسار المستحيل: (الخلود) فنجد (علي الجندي) وقد وظف الاسطورة في قصيدته ضمن جو خرافي من خلال حكاية شعبية مغربية ليصوغها مانحا من خياله الشعري قدرا يكفي لتصوير موضوعة الموت الخرافي المتخيل الذي يستطيع المتلقي كشف أبعاد هذه الموضوعة المتموضعة في اعماق الشاعر من خلالها وإيمانه بتحول اروح إلى شكل يرمز إلى كينونتها السالفة إذ تعبر قصيدة (وردة الرمال)

عن الحركة باتجاه الموت في ذات الشاعر ورمزها الكوني الأني

و.. جاءتني لكي أرسمها, أعشقها, فاتنة‏

حاملة عبء سني النوم والموت وحزن العريّ في صحارى البلد الموحش‏

جاءتني.. أعادت النوم للخلف‏

ردت شعرها نحو سحيق الحبّ.. لا تفتأ تحكي لي أساطير عن الموت‏

خرافات عن النوم خلال الرمل‏

اصطاف على أهدابها حينا واشتو لحظة في الليل ما تحت جناحيها الهلاميين‏

يا ورد الرمال البكر من اين تعلمت البكاء?!‏

فالموت في هذه الصورة الرومانطيقية عالم خرافي تتوق إليه نفس الشاعر الذي كتب في تقديمه لقصيدة (وردة الرمل) لهذه الوردة قصة شبه أسطورة تقول: إن جماعة من البدو وجدوا في الصحراء الجزائرية وليدة القماط فأتوا بها إلى رئيس القبيلة, فرباها حتى صارت صبية جميلة أحبها ابن عمها وخطبها لكنه يستغرب غيابها وحدها عند نبع الواحة القريب, دفعه فضول المحب- مرة- فتبعها خفية, ولم يعودوا, بحثت القبيلة عنهما فوجدوا ثيابهما فقط حد النبع, ولا أثر آخر سوى وردتين من الرمل

يقول علي الجندي: أتأمل مستقبلي الملوي العنق بثغر الكأس

وإذا تأملنا هذه العبارة مليا, نجد أن الشاعر علي وقد امتلأت أعماقه الذهنية بأصداء الأساطير التي أتقن زراعتها في تربة قصائده يدفعه يأسه إلى التلميح بغية الإغراق والانتحار في الخمرة, تاركا لنا حرية التساؤل: من هو الملوي العنق, أهو المستقبل, أم ذاته القلقة المسكونة بهواجس الرحيل?‏

فإذا تأملنا الدافع لصياغة القصيدة واستشرفنا الشحنة النفسية التي كانت في ذات الشاعر إبان صياغتها فسنتوصل إلى الصورة التالية: روح قلقة, تكاد تنفجر بهواجسها, شعور مرهف, خيال جامح, رغبة لا تقاوم في الحياة, أمل في مواجهة الموت, ورغبة في صياغة مراسيم استقباله..‏

حركة نفسية لها دورتها الكاملة تواجه قرارا بالمواجهة

إذن الشاعر علي الجندي لم يكتف بابتكار صور أسطورية في نصوصه الشعرية بل تعامل كغيره من الشعراء المعاصرين الذين تعاملوا مع مفردات من القرآن الكريم, وهي لم تأت عن إيمان عنده, وإنما جاءت عن إرادة في استقاء رموز أسطورية توثق وتؤرشف دعواه ابتغاء الاقتراب من لاذهن الديني والتاريخي عند المتلقي مثال ذلك قوله:‏

(.. يمضي, يأتي, يأتي, يأخذ, يعطي‏

رب مقتدر جلال, رب آمنت به, وركعت أبارك صولته‏

وأقول: أقال: سبحان الموت‏

وكل الأحوال, الأحوال..

ومن تعب, نراه يقول:‏

صار جسدي مقبرة, فهنا شاهدة ممسوحة‏

من زواياها حروف الفاتحة)

خصوصية علي الجندي تكمن في طقسه الوثني وفلسفته للخطيئة, وتجسيم هواجسه الذاتية الذي يعتمد عليها لتشكيل أخيلته المستمدة من فوضى الأحاسيس واتساع مساحة الخيال الذي يوغل بعيدا في اعماق عوالم أسطورية خرافية)

علي الجندي شاعر رمزي سريالي يمارس العبث كطقس دائم لتداعيات خياله اللامحدود.‏

إنه غير منتم لإيديولوجية أو سلوك أو مذهب إنه أقرب إلى التجرد في تفكيره وسلوكه وشعره الذي نراه أقرب إلى مفهوم الشعر للشعر.‏

إن استعراض دوواين علي الجندي منذ الديوان الأول وحتى الديوان الأحدث بينها لا يسعه إلا الاعتراف بانه يلج عالما خاصا من عوالمه النفسية , عالما تهيمن عليه شريعة التمرد والرفض من جهة, وتتجاوز فيه التجاذبات الفلسفية في تفكيره الذي لا يهدأ من جهة أخرى.‏

ويبقى محور الأنا عند علي الجندي الذي كان من تداعياته الإسهام في انعزاليته- مهيمنا على الظاهر من شعره, ليخفي به -ربما- ما نتج من صراعات داخلية انتصر فيها المفكر على التمرد في عمقه لاذاتي لينتج عنها كآبة هادئة وغربة روحية عميقة الغور, وألم صامت لن تعرف أسبابه أبدا...‏

ربما حاول علي الجندي مرارا الهرب من قلقه وشقائه لكنه لم يستطع لأن السبيل الوحيد لخلاص الذاتي هو الاهتداء إلى انقلاب نفسي يؤدي إلى الاتزان الصحيح والانسجام مع الذات بعد معاناة طويلة مع التناقض..‏

الحقيقة أن الشاعر علي الجندي أثبت خلال تجربته الشعرية الطويلة أنه شاعر متعفف في أدبه, فجل دواوينه تدل على شاعر مستقل التفكير والتوجه ولديه ميل قوي يغمر النفس بالقناعة الراسخة أن الجدل النفسي أو الفكري الداخلي هو المنحى الطبيعي للتحرر من قيود العقل التي يكبل الإنسان نفسه بها.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فرح شيت
مشرف عام
فرح شيت


عدد الرسائل : 2380
العمر : 40
Localisation : syria - Salamieh زهرة البنفسج قلبي
تاريخ التسجيل : 02/08/2007

هواجس علي الجندي/لؤي آدم Empty
مُساهمةموضوع: رد: هواجس علي الجندي/لؤي آدم   هواجس علي الجندي/لؤي آدم Icon_minitimeالسبت أغسطس 08, 2009 11:42 pm

مشكور بحق أخ مهند على المتابعة والتقديم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المحامي ليث هاشم وردة
مشرف المنتدى القانوني
المحامي ليث هاشم وردة


عدد الرسائل : 1590
العمر : 45
Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم‏. وصية نابليون لكليبر
تاريخ التسجيل : 11/05/2008

هواجس علي الجندي/لؤي آدم Empty
مُساهمةموضوع: رد: هواجس علي الجندي/لؤي آدم   هواجس علي الجندي/لؤي آدم Icon_minitimeالسبت أغسطس 08, 2009 11:51 pm

يا علي مدد

شكراً لجهودك أخي مهند

بكـــــــــــــــــل احتـــــــــــــــرام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي نور الدين
مشرف عام
علي نور الدين


عدد الرسائل : 3567
تاريخ التسجيل : 06/02/2009

هواجس علي الجندي/لؤي آدم Empty
مُساهمةموضوع: رد: هواجس علي الجندي/لؤي آدم   هواجس علي الجندي/لؤي آدم Icon_minitimeالسبت أغسطس 08, 2009 11:59 pm

كل الشكر لجهودك اخ مهند
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي نور الدين
مشرف عام
علي نور الدين


عدد الرسائل : 3567
تاريخ التسجيل : 06/02/2009

هواجس علي الجندي/لؤي آدم Empty
مُساهمةموضوع: رد: هواجس علي الجندي/لؤي آدم   هواجس علي الجندي/لؤي آدم Icon_minitimeالأحد أغسطس 09, 2009 12:02 am


علي الجندي: حياته شعر وشعره الحياة















هواجس علي الجندي/لؤي آدم 83217-2











غاب الشاعر السوري علي الجندي عن 81 سنة، بسبب المرض الذي أقعده طريح
الفراش في السنوات الأخيرة، وبغيابه تنطوي صفحة من حياة ثقافية بامتياز
كان علي أحد أقطابها البارزين. هنا شهادات من زملاء كتاب وشعراء عرفوه.
^ شوقي بغدادي:
مَن يرثيني بعدك
لم
يكن موتك يا عليّ مفاجأة، فأنت متّ منذ سنين. هل تذكر حين التقينا في
اللاذقية لآخر مرة؟ كنتَ مريضاً ممنوعاً من شرب العرق والتدخين. وهذه
كارثة بالنسبة لك أكثر من الموت.
لماذا قسوت على نفسك إلى هذه الدرجة يا عليّ، أيها الصديق الشاعر الظريف الحديث منذ أكثر من خمسين عاماً!
أتذكره
الآن بكامل أوصافه، زميلاً في كلية الآداب في جامعة دمشق، شاباً وسيماً
أنيقاً ساخراً ضاحكاً باستمرار. أتذكره الآن محاطاً بزميلاته المفتونات
به. أتذكره الآن وقد غدا موظفاً في دولة «البعث» الجديدة، مديراً للدعاية
والأنباء (وهي وظيفة مثل وزارة الإعلام الآن) وقد اجتمعنا في مكتبه لتأسيس
اتحاد الكتاب العرب. أتذكره الآن بالسهرات العامرة، كيف كان يسيطر على
الجلسة بمنادمته الحلوة والمثيرة دائماً. أتذكره الآن أكثر من أي وقت مضى،
لا لشيء، إلا لأن علي الجندي يعلن الآن بموته انقراض جيل كامل من المبدعين
والملهمين المجددين.
لم يتبق أحد يا عليّ سواي ليرثيك، مَن سيرثيني بعدك!
هل أقول فيك ما قاله شوقي في حافظ؟!
رحمة
الله عليك يا عليّ.. إذا وجدت باب الجنة موصداً في وجهك فما عليك إلا أن
تتعلق بركاب أحد الصحابة، وسوف يدخلونك بالواسطة فتمهل ولا تيأس من رحمته،
وهناك لن يمنعوك من الشرب والتدخين بالتأكيد، أما الجواري الحسان فدعك
منهن، فهن أصل بلائك. إلى اللقاء يا عليّ.
^ نبيل سليمان:
لست شيئاً غير إني كلمة
ذات
مساء من ربيع 1970 رأيت ذلك الشاب الساحر أول مرة، إنه حقاً بايرون، تلصصت
عليه من فرجة الباب، نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب الذي كان قد تأسس للتوّ
برئاسة المرحوم وزير التربية آنئذ سليمان الخش، أي أن الرئيس الفعلي كان
علي الجندي، الذي لقّب نفسه بـ(أبو لهب). بعد أربع سنوات شرّفني وزوجته
آنئذ – القاصة المرحومة دلال حاتم ـ بزيارة منزلي: من باب العمارة اتجه
إلى القبو. قلت له: إلى الطابق الأخير. قال: طبعاً، أين سيسكن مثلك، في
القبو أو في الملحق، وحين رآني لا أدخن وكأسي مترعة بالماء نهرني غاضباًَ:
كيف تكتب إذاً؟
بعد سنوات ترك دمشق، التي طال مقامه فيها، وحلّ في
اللاذقية حتى غيابه. وعلى الرغم من أن مئات الأمتار فقط تفصل بين منزلينا،
فقد كان لقاؤنا ما قبل الأخير منذ سنوات، إما بحضور صديق عمره (اللدود كما
كان يؤثر القول) ممدوح عدوان، وإما بحضور سعدي يوسف، ما عدتُ أذكر.
أما
لقاؤنا الأخير فلن يكون، ما دمت أتهجد في شعره منذ العهد بالجامعة حين
قرأت له «الراية المنكسة» و»في البدء كان الصمت» حتى هذه الساعة التي
ستحمله على مآقينا من اللاذقية إلى السلمية، وهو يفضح:
آه إني كلمة
آه إني كلمة
لست شيئاً، غير أني كلمة
ثم يفضح:
إنني أمتد، أمتد، أغالي في انتشاري
إنني أورق، أنساح، أواري
^ منذر مصري:
متْ قبلي وسأكتب عنك قصيدة.
(حذار
أن تششرب البيرة أمام عمّي أحمد) ـ يغمغم علي الجندي مفتتحاً دعاباته ـ
يمدُ يده ليتناول زجاجة العرق التي تقدمها له، ثم يضعها بجانبه مهمهماً:
(فاجتنبوه).
كان علي يأتي من دمشق إلى اللاذقية ـ في قرّ الشتاء ـ
وقيظ الصيف ـ كذئبٍ وحيدٍ أغبر ـ صابراً على جلسات مجاعيص الشعراء ـ شاربي
البيرة ـ من أمثالنا.
(الزمن هو عدوّي ـ يدوس جسدي مخبّصاً عليه
بقدميه الحافيتين ـ ويجعلني أشيخ وأموت ـ الموت لا أخافه ولكــن أن نشـيخ
ـ هو العار بذاته).
بعد صمتٍ طويلٍ ـ قلت له: (أشعر أنك تكرهني) ـ أجاب: (اطمئنْ، لا أكرهك أكثر من غيرك).
يقهقه
ممدوح قائلاً: (متْ الآن وسأكتب عنك قصيدة) ـ يردّ (علي) بضحكةٍ صفراء:
(متْ أنت، متْ قبلي، وسأكتب عنك ديواناً).. ـ 28/7/1990
كلاهما..
ممدوح عدوان وعلي الجندي كانا هدفين جميلين للموت. ممدوح الأصغر /1941/
مات منذ خمسة أعوام، لكن علي /1928/ كان قد اختبأ في مكان ما، فبحث عنه
الموت طويلاً حتى يئس من أن يجده، فنسيه، وتركه يموت لوحده. ـ 22/12/2004
^ عادل محمود:
زهور افتراضية
في
شهر آذار، مارس 2009، نبشت في أوراقي صفحتين بخط علي الجندي، كُتبت في
فندق تونسي وصفاً لبعض الشعراء والرسامين والكتاب الموجودين في جلسة من
جلسات علي الحميمة والضاحكة. وقررت أن أنشر هذه الأوراق، فنشرتها في جريدة
«تشرين» السورية/ الملحق الثقافي. وكان عليّ أن أكتب المقدمة التالية
(أستميح العذر بنشرها الآن، حيث لم يعد علي بيننا أبداً)
ـ الشاعر علي الجندي سجل اختفاءه الصارم منذ عدة سنوات، والسبب التقدم في السن وفقدان الأمل.
كل
من تعرف إلى هذا الشاعر أدرك أنه من الأشخاص الذين يتقصفون كأغصان الشجرة
الضخمة غصناً وراء غصن، حتى يبدو عليها، فقط، أنها موجودة في المدى اللا
مجدي لحقل الحياة، مؤكدة ـ لفرط رسوخها ـ كم كانت على قيد الحياة.
كلّ
من تعرّف إليه أدرك أن جيلاً من الشعراء، الذين لم تعرف لهم مهنة إلا
الشعر، سوف ينقرض، ويبقى في الذاكرة تلك الشخصيات الحريفة، الحادة،
المتطاولة والجميلة.
كان علي شديد الاهتمام بمن/ وما يظهر على وجه
الأرض من أزهار الشعر،.. والشر. ولذلك كان يحتفي بهذه الأزهار في برنامجه
الإذاعي، المعمر طويلاً، بصوته الشجي، وهو يقرأ لسواه كأنما هو المؤلف..
كأنه شريك لحظة العاطفة.
وكان علي الجندي حاضراً دائماً كعلامة فاقعة
وملونة دائمة الحضور، علامة على الحلم الجميل ببلاد جميلة وعادلة وبشر
سعداء يمتنعون عن قطف النجوم احتفالاً بكونها أجمل وهي في سقف السماء،
الحلم الذي أحياناً يلاحق امرأة، أو جمالاً غامضاً، أو ثقافة تتسع لكل
الناس وتنشر ما يطمحون إليه من الحرية والاكتفاء، الاكتفاء الذي يجعل
عفتهم عفة الشبعان، الممتن والشاكر.
ذات يوم قال لي: اسمع برنامجي
اليوم. واستمعت إليه وهو يقرأ بصوته المنفعل والشجي، مقاطع شعرية وقصائد
مختارة لي. وعندما انتهى البرنامج تلفنت له وقلت ممازحاً: علي، لمن هذه
الأشعار؟!
كان صوته وطريقته في الإلقاء يجعل «أي شيء» شعراً!
إذ
ننشر هذه هذا البورتريه المتبقي فلأنه، بالدرجة الأولى، لعلي الجندي الذي
سجل اختفاءه الصارم حتى الآن. ولم يكن أحد يراه أو يزوره. ذلك لأن «مهنة
الصداقة» أحياناًَ تقوم بوضع الزهور الافتراضية على قبر لم يحتو، بعد،
صاحبه الحي!
اليوم.. مات علي الجندي. انبعث صوته في أذني متدرجاً
طوال سنوات ثلاثين، كنا نسمعه في كل قصيدة وهو يدفع إلى المجهول كلماتِ
وصفِهِ المعلومة. وانتشرت فجأة ضوضاؤه الفرحةُ في ذاكرتي، وهو يتطرف في
قول ما يريد. ورنّت أشعارُه الحزينة، الحزينةُ دائماً، من صمت فراغ
النبأ..
علي مات ليس من الشيخوخة وانعدام الأمل. في الحقيقة مات من
الإهمال، من العنوان المعلق في فراغ الجدران في بيته: عنوان «المتروك
وحيداً»، فالشيخوخة لا تهجم على الشاعر وحده، بل تصيب، أو تكون قد أصابت
الحماسَ والتفتحَ والزهوَ في من حوله.
وانعدام الأمل ليس فرضية، أو
صلاة يأس عميم، بل فكرة فروسية عن المهمة التي يقوم بها الشاعر.. بدلاً من
الوطن، وقادة بؤسه وخرابه. فكرة الزمن وأفعال الزمن.
في رحلته
الطويلة أصغى علي إلى ملذات الحياة وإلى أحلامها الكبرى وعندما نقصته
الحياة قليلاً يوماً، شكاها في نص محتشد بالآلام، راثياً ما لم يكن سوى
الموت. الموت أو الموات.
برحيله، أعتقد أننا أمام الوداع السحيق لأزمنة احتدام الشعر واحترام الشعر.
من يعرف علي الجندي من الصعب ألا يؤلمه أنه مات، ومن الصعب أن ينساه!
مرحباً، وليس وداعاً، أبا لهب!







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هواجس علي الجندي/لؤي آدم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الباحث الإسماعيلي :: القسم الأدبي :: منتدى الشعر والقصص المنقولة-
انتقل الى: