الحياة الفكرية في العهد الفاطمي

ينظر هاينز هالم إلى الخلافة الفاطمية من زاويةٍ تسمح للقراء أن يطلعوا بشكل آبير أآثر من أي وقت مضى على
التقاليد الفكرية التي آانت منتشرة والتي تم تشجيعها خلال العهد الفاطمي في أقل من مئة صفحة. آما ويعرض
نظرة شاملة عن نشاطات الدعوة وتشجيع التعليم من خلال إنشاء الأزهر ودار العلم، ومجالس الحكمة التي آانت
تعُقد من أجل تعاليم العقيدة الإسماعيلية . يناقش هالم المحاولات الفكرية للفاطميين من منظور الظروف
الإجتماعية والسياسية في ذلك الوقت وآذلك في ضوء التأآيد الشيعي على المعرفة العائد لفترة الأئمة المبكرين.
يُنصَح بهذا الكتاب بشكل آبير للمهتمين بالتاريخ وخاصةً تاريخ الإسماعيليين. سيلقى هذا الكتاب استحسان
الأساتذة والمعلمين وخاصةً المهتمين بالتعليم الديني وتاريخ التعليم لما يشمله من تأآيد على العلم والتعليم. يمكن
لهذا الكتاب أن يقدم قراءة تعليمية لأي شخص مهتم بالفكر والتاريخ الإسماعيلي بلغته البسيطة وأسلوب آتابته
الواضح.
بنية الكتاب
في الإفتتاحية،’ الرسالة الإسماعيلية والخلافة الفاطمية‘، يقدم هالم ملخصاً موجزاً عن الخلافة الفاطمية لكي يزود
القارئ بخلفية عن التاريخ الفاطمي. يبدأ بملخص عن الوضع في سورية في القرن االتاسع (حيث آان يقيم الإمام
المهدي ) قبل إنشاء الدولة الفاطمية في عام 909 ميلادي. بعد ذلك يوجه انتباهه إلى الإمام الخليفة المهدي
(المتوفي عام 934 ميلادي) ويورد لمحة عن الظروف التي أحاطت إنشاء الدولة الفاطمية. يقدم الفصل مراجعة
عن عهد الأئمة الثلاثة اللاحقين منتهياً بمعلومات عن إخضاع مصر بشكل سلمي تحت سلطة الإمام الخليفة الرابع
المعز(المتوفي عام 975 ميلادي).
يوضح الفصل الثاني’مهمة الدعاة وجلسات التعليم‘ نشاطات الدعاة في التعليم والتعلم أيام الدولة الفاطمية في
شمال أفريقيا. ومن المثير للإنتباه مناقشة الكاتب لأسلوب الدعاة لإدخال الناس في الدين وآسبهم على اختلاف
مذاهبهم. ولقد اهتم الكاتب بشكل رئيسي بداعيين إثنين من تلك الفترة هما أبو عبد الله الشيعي (المتوفي عام 911
الميلادي ) والقاضي النعمان (المتوفي عام 974 ميلادي).
يعرض الفصل الثالث، ’الفاطميون في مصر‘، من منظور تاريخي السيطرة على مصر من قبل القائد الفاطمي
جوهر.
على الرغم من الترآيز في معظم الفصل على عهد الإمام الحاآم (المتوفي حوالي العام 1021 ميلادي) وإنجازاته
إلا أن حكم الأئمة المعز والعزيز (المتوفي عام 996 ميلادي) قد نوقش بشكل وافٍ. يحاول الكاتب في نقاشه عهد
الحاآم أن يزيل وجهات النظر السلبية عن الإمام والتي اعتمدها بعض المؤرخين.
يمكن اعتبار الفصل الرابع، ’التعلم والتعليم الإسماعيلي: الظاهر والباطن‘،على أنه جوهر الكتاب. يوضح الكاتب
هنا أساس فهم الإسماعيلين الفاطميين للمعرفة وإدراك المعاني الظاهرة والباطنة. يفحص الكاتب الطبيعة
المعاصرة لهذين المفهومين في العهد الفاطمي من خلال تحليل دور القاضي النعمان. يوضح هالم أيضاً المذاهب

الكونية والنشاطات الأدبية و دور الدعاة آالداعي حميد الدين الكرماني (حوالي عام 1020 ميلادي)، و المؤيد في
الدين الشيرازي ( 1078 ميلادي) وناصر خسرو(حوالي عام 1088 ميلادي).
يحتوي الفصل الخامس ’تنظيم الدعوة‘ على دراسة عن التسلسل الهرمي المعقد لنظام الدعوة داخل وخارج الدولة
الفاطمية. من المهم أن نشير هنا بأنه آان للخلافة الفاطمية امتداداً جغرافياً مبعثراً. وبالتالي فقد عمل تنظيم الدعوة
وتعاليمها على المحافظة على توافق العقيدة في المناطق المختلفة مع التأآيد على الولاء للأئمة.
يرآز الفصل السادس ’بيت العلم للخليفة الإمام الحاآم‘ على أصول وتطور مؤسسة تُدعى دار العلم خلال عهد
الإمام الحاآم. يرى المؤلف في هذه المؤسسة شيئاً فريداً من نوعه في التاريخ الإسلامي الفكري لأنه وحد التعليم
والتعلم لعدد آبير من التخصصات تجاوز حدود التعلم الدينية وغير الدينية.
يناقش الفصل الأخير ’المؤسسات العلمية في الدولة الفاطمية‘ الجهود العلمية في الدولة الفاطمية بالمقارنة مع
الإنحدار السياسي للخلافة الفاطمية. يمكن الإستدلال على "العراقة العميقة للتقاليد الفاطمية في التعلم" من خلال
الجهود التي بذلت للمحافظة على دار العلم وبناء مرصد والتي استمرت حتى في الفترات التي عانت فيها الدولة
الفاطمية من عدم استقرار سياسي أو عسكري. يُبرز هذا الفصل أيضاً المجال الواسع للإهتمام الفكري للأئمة
الفاطميين بالنظر للمجموعة الضخمة من الكتب في مكتبات القصر.
الخلافة الفاطمية
وُصفت النشاطات الفكرية للإسماعيليين خلال العهد الفاطمي من قبل أحد الكتاب بأنها مماثلة لتلك التي حدثت في
اوروبا في القرن الثامن عشر 1. وهذا بلاشك أثار السؤال عن الشيء الذي قاد إلى ازدهار الحياة الفكرية عند
الفاطميين؟
. يمكن أن يُفهم تاريخ الإسماعيليين على أنه تجسيد لإستجابة للرسالة الواردة في الوحي الإسلامي 2
تعود تقاليد الجماعة الإسماعيلية في المعتقدات والطقوس إلى فترة حياة النبي محمد بينما استُخدم اسم اسماعيلي
في القرون التالية لوصف أتباع الإمام جعفر الصادق "والذي بقوا مخلصين لسلالته من خلال ابنه الكبير ووريثه
. المُعّين، الإمام اسماعيل" 3
طور الأئمة الأربع بعد الإمام اسماعيل شبكة معقدة من الوآلاء والمبعوثين، والتي عُرفت لاحقاً بالدعوة. هذا و
عبدت تلك الحرآة الطريق لتأسيس الخلافة الفاطمية قي الجزء الأول من القرن التاسع في شمال أفريقيا خلال
عهد الإمام المهدي.
بقيت الخلافة الفاطمية في شمال أفريقيا خلال عهد الأئمة الأربعة الأوائل: المهدي، القائم، المنصور، المعز- لمدة
64 سنة من عام 909 ميلادي حتى عام 973 ميلادي. خلال فترة حكمهم أسس الفاطميون جيشاً وأسطولاً قويين
وحافظوا عليهما. آما أسس الإمامان المهدي والمنصور مدينتا المهدية على الساحل التونسي والمنصورية جنوب
. القيروان والتي سميت بتلك الأسماء نسبة لهم 5
......ذهب المهدي شخصياً إلى تونس، زار قرطاج وأماآن أخرى و ذهب على امتداد الساحل، باحثاً على طول البحر عن
موقعٍ لمدينة يمكن أن تجعله وأولاده من بعده محصنين. ... بحث لوقت طويل ووجد بأنه لامكان أفضل من المهدية[ الإسم
. الذي تعرف به الآن]. بعد ذلك بنى المدينة هناك و جعلها عاصمته 6
آانت مدينة المهدية مدينة القصور حيث أقامت بها العائلات الملكية وضمت القيادة والقاعدة البحرية 7. لاتزال
المدينة تحتفظ بآثار تدل على عظمة الفاطميين ومن هذه الآثار جامع الإمام المهدي الذي بناه لنفسه والذي رُمم في
ستينيات القرن الماضي. خلال عهد الإمام المنصور، انتقلت العاصمة الرئيسية للفاطميين من المهدية إلى
. المنصورية، التي أصبحت لاحقاً نموذجاً لمدينة القاهرة 8
في عام 969 ميلادي استطاع الإمام المعز، والذي يصفه الكاتب بأنه "مصمم ومخطط ممتاز ومؤسس آفؤ
ورجل دولة موهوب جداً بدبلوماسيته" 9، بمساعدة جنراله جوهراستطاع السيطرة على مصر بشكل سلمي. أصبح
جوهر حاآم مصر من عام 969 ميلادي حتى عام 973 ميلادي 10 . بدأ بناء المدينة الجديدة ’القاهرة‘ خلال هذه

الفترة وفي عام 970 ميلادي وضعت أساسات الجامع الأزهر. وخلال الفترة الزمنية ذاتها أصبحت آلا المدينتين
المقدستين مكة والمدينة تحت سيطرة الدولة الفاطمية. وصل الإمام بنفسه إلى القاهرة عام 973 ميلادي.
لقد دخل القاهرة مع الإمام المعز آل الوفود التي استقبلته وآذلك أولاده وإخوته وأعمامه وآل أقاربه آما آان قد أحضر معه
.... أآفان أسلافه المهدي والقائم والمنصور 11
يساعد وصف ستانلي لين- بول للإمام المعز في فهم أسباب نجاح حُكمِه:
....... ولد الإمام المعز آرجل دولة قادرعلى إدراك ظروف النجاح والإستفادة من آل نقطة لصالحه. آان آذلك متعلماً
تعليماً عالياً، ولم يكن فقط يكتب الشعر العربي ويستمتع بأدبه، بل درس اليونانية وأتقن البربرية واللهجات المحلية
السودانية، آما وقد ذآر بأنه علم نفسه اللغة السالفونية ... آانت بلاغته تدفع المستمعين للبكاء. آرمه وعطائه زاد من سلطته
. آرجل دولة آما وأن حبه للعدالة آان من بين صفاته النبيلة 12
على الرغم من ازدهار التجارة والزراعة بالإضافة للإستقرار السياسي في مصر والمناطق الخاضعة للحكم
. الفاطمي إلا أن "الإنجازات الفاطمية الأآثر روعةً وتفوقاً آانت في مجال الحياة الفكرية" 13
التقاليد الفكرية في مصر الفاطمية
أعطى الفاطميون أهمية آبيرة للمعرفة والتأويل الشيعي للإسلام وخاصة الطريقة الإسماعيلية وآان دعمُ
الفاطميين للتعلم انعكاساً لهذا الإهتمام. فالإمام في اللاهوت الشيعي هو من يمتلك العلم الخاص بتأويل الوحي
الإسلامي لمريديه. شكلت هذه العلاقة الوثيقة بين مرتبة الإمام والمعرفة، الدافع الروحي لتشجيع الحياة الفكرية.
لقد وصل الفاطميون إلى السلطة في مرحلة حفلت بحرآة للمذاهب الفكرية المعقدة. آانت العلاقة الوثيقة بين
الدولة الفاطمية والدعوة الإسماعيلية دافعاً إضافياً للتعليم والتعلم. آذلك آان الفاطميون ينافسون العباسيين على
قيادة المسلمين في العالم وعملوا أيضاً على رعاية أفضل للمفكرين في العالم الإسلامي منافسين في ذلك العباسيين
وآذلك الحكام الأمويين في إسبانيا وهذا ما أعطى سبباً آخر لرعاية الفكر.
أصبح الجامع الأزهر المرآز التعليمي الرئيسي في القاهرة الفاطمية. يشكك الكاتب بوجهة النظرالمعتمدة بشكل
عام بأنه آان مرآز تعليم للدعوة الإسماعيلية. بدلاً عن ذلك يجادل المؤلف بأن الأزهر آان المكان الذي درست
فيه المعاني الظاهرية للشريعة وفقاً للتفسير الإسماعيلي 14 . آانت الجلسات التعليمية متاحة للجميع، حتى النساء.
آان المعنى الباطني للشريعة يُعلم في مجالس الحكمة التي آانت تعقد في قصر الإمام. آانت هذه الجلسات متاحة
فقط "لمن دخل الإسماعيلية من جديد وبعد أن قطع عهداً مسبقاً بالولاء للإمام" 15 . آل المحاضرات في ’مجالس
الحكمة‘ آانت تراجع ويوافق عليها الإمام قبل تقديمها. لم تكن المجالس لأغراض تعليمية فقط ، بل آانت أيضاً
. فرصة لدفع المستحقات الخيرية 16
أسس الإمام الحاآم دار العلم عام 1005 ميلادي. آان اتساع المواضيع المدروسة وتنوعها ميزة فريدة من نوعها
مما جعل دار العلم يبرز بين المعاهد التعليمية الأخرى في وقتها. آانت إمكانات دار العلم متاحة لكل الناس.
"…آانت تعطى المحاضرات هناك من قبل قراء القرآن والفلكيين وعلماء اللغة والنحو والصرف وآذلك
الأطباء".
آانت هناك نشاطات علمية هائلة أيضاً أثناء حكم الفاطميين ويُستدل على ذلك من خلال حياة ابن الهيثم . ولد ابن
الهيثم في البصرة (تقع حالياً في العراق) في عام 965 ميلادي. وآان متعدد الجوانب الثقافية وخبيراً في آل
المجالات العلمية في عصره. دُعي إلى القاهرة من قبل الإمام الحاآم ليقود عملية بناء سَدٍ على النيل. لم يتحقق هذا
المشروع في حينه لكن ابن الهيثم اتجه لتأليف بعض الأعمال في الفيزياء والفلسفة والفلك والرياضيات والطب
بالإضافة إلى آتاب المناظير(بحث عن البصريات). في آتاب المناظير فند ابن الهيثم نظرية اقليدس وبطليموس
بأن العين ترسل أشعة بصرية إلى هدف الرؤية مجادلاً بأن شكل الجسم المنظور يمر عبر العين عن طريق جسم
شفاف (العدسات). أُثبتت صحة هذه النظرية عدة قرون لاحقاً بين العلماء الأوربيين.
تنظيم الدعوة
بالإشتراك مع المجموعات الشيعية الأخرى، يُدرك الإسماعيليون بأن المعرفة الروحية والحكمة آُشفت للبشرية
عن طريق الأنبياء، الذين نقلوا الوجه الظاهرللشريعة. بعد ذلك نُقلت المعرفة من خلال الإمام، الذي آان دائماً

موجوداً ليعطي المعنى الباطن للشريعة 18 . "وبناءً على علمه السامي اعتُبر الإمام من نسل علي عند الشيعة بأنه
. الوسيلة الوحيدة لإحكام الإرادة الإلهية في الأرض" 19
آما و توضح أبحاث العلماء الإسماعيليين أن مبدأ تلقي المعرفة من الإمام لم يكن ليمنع المؤمن من استخدام
المنطق وتحكيم العقل. وهكذا فإن قبول السلطة لم يكن ببساطة خضوعاً أعمى وإنما نتيجة للتفكير والتعقل البشري
الذي يفضي لإدراك محدودية قدرة الإنسان على استكشاف الأسرار الروحية بذلك يسعى المؤمن لإدراآهم
بوساطة الإمام. توضح جدلية العقل والسلطة الروحية التاريخ الفكري عند الإسماعيليين.
استخدم الإمام شبكة من الدعاة، برئاسة الداعي الرئيس، "لدعوة الناس لإتباع الإمام الحقيقي وتلقين الأشخاص
’الذين استجابوا للدعوة‘...الحكمة" 20 . يعرض الداعي أحمد النيسابوري موجزاً عن المواهب والخصائص
والصفات التي يملكها الداعي المثالي:
... له الصفات الجيدة لمحامي خبير.. آما ويتمتع بالصبر والذآاء والنظرة النفسية المتعمقة، موضع ثقة ويمتاز بالشرف
والأخلاق العالية، له مقدرة على القيادة بنجاح...له إرادة قوية آما ويقدر على التسامح. ... مستعد للتضحية بحياته وبكل
. شيء من أجل الدين 21
لا يكفي أن يكون الداعي متمكناً بشكل جيد "من القرآن وتفسيره وتقاليد النبي وقصص الأنبياء والتأويل
الإسماعيلي لهذه الكتابات" فقط، بل عليه أن يملك المعرفة وبشكل متساوٍ في "المنطق والفلسفة والتاريخ
والجغرافية" 22
امتلك الداعي طرقاً خاصة لنشره الدين. وفقاً لكتاب العالم والغلام 23 فإن هذه الطرق تتضمن إيجاد شخص مناسب
للدخول في الدين ثم أخذ عهد السرية ومن ثم تلقينه الحكمة خطوة خطوة. تخبرنا المصادر بأن الدعاة اختاروا
أمثلتهم واستعاراتهم الدلالية والنقاط الجدلية وفقاً لمستمعيهم. وهكذا قيل عن الداعي بأنه:
تحدث إلى الحرفيين بما يناسب حرفتهم الخاصة، فإلى الخياط على سبيل المثال تحدث عن الإبرة والخيط وثقب الإبرة
والمقصات، وإلى الراعي عن عصاه وغطائه والقطيع وحقيبة الراعي 24 . وهكذا اتبع الدعاة أسلوب التعليم الذي نطق
به القرآن حيث يُسأل النبي أن يتكلم لكل شخص وفقاً لمقدراته وإمكاناته.
الخاتمة
يجب أن يُنظر إلى تقاليد التعليم والتعلم في زمن الفاطميين آجزء آامل من التقاليد الفكرية الإسلامية. فمن ناحية
اشترآوا بالعديد من الجوانب التعليمية مع المجتمعات الإسلامية الأُخرى، ومن ناحية أُخرى فإن تعاطي الفاطميين
مع السعي للمعرفة آان له خصائص مميزة آذلك، والتي نشأت من الظروف الإجتماعية- السياسية الخاصة في
ذلك الوقت وآذلك من مرتبة الإمام في اللاهوت الشيعي آسلطة نهائية في التعليم الديني. تضمنت الخصائص
. المميزة للدعوة الترآيز على الباطن والتأويل إضافة لجوانب عديدة أخرى 25
تقدم الحياة الفكرية في زمن الفاطميين، إضافة لتقاليد مماثلة قي فترات أُخرى من التاريخ الإسلامي، شهادة
واضحة أن الإسماعيلية تمثل منهجاً متوازناً ومتكاملاً بين العقل والإيمان. إن التنوع الواضح للمواضيع والأبحاث
الثقافية والفكرية في العصر الفاطمي يمثل منارةً للأمل وقدوةً في وقتٍ نحن فيه بأمس الحاجة، وربما أآثر من أي
وقت آخر، لتقدير التنوع الفكري. آما يعرض الكتاب، انهماك المفكرين في العهد الفاطمي بالمواضيع الحديثة في
عصرهم و استخدامهم صيغ التفكير الأآثر تقدماً والمتوفرة لهم في دراساتهم وأبحاثهم. مواجهة هذه المواضيع
من قبل المجتمع الفاطمي بروح المغامرة تمثل آذلك شكل آخر للإلهام والذي يجعل من زمن الفاطميين مشابهاً
لعصرنا الحالي.
شارمينا مواني
برنامج الدراسات العليا
معهد الدراسات الإسماعيلية
فريد بنجواني
معهد الدراسات الإسماعيلية- هيئة الطريقة والثقافة الدينية قسم الاتصالات وقسم التعليم
معهد الدراسات الإسماعيلية
التاريخ: 27.06.02

المراجع والملاحظات
، إصدار جديد، مجلد 2 ،( The Encyclopaedia of Islam) 1. م. آانراد، "الفاطميون" في الموسوعة الإسلامية
الصفحة 861 . (يعتبر القرن الثامن عشر من أآثر الفترات إنتاجاً في مجال النشاط الفكري في اوربا. ميزهذه الفترة ظهور
الحرآة التنويرية والتي ألهمت ثورة التطور الفلسفي والفني والسياسي).
2. ع. إسماعيل وع. نانجي، الإسماعيليون في التاريخ، في آتاب المساهمة الإسماعيلية في الإسلام. تحرير س. ح. نصر.
. طهران. 1977 ، الصفحات 227
. 3. المصدر السابق، الصفحة 231
. 4. آانراد، الصفحة 854
. 5. ه. هالم. الفاطميون وتقاليدهم في التعلم. لندن، الصفحات 12 و 13
. 6. ه. هالم. الإمبراطورية المهدية: ظهور الفاطميين. لايدن. 1996 ، صفحة 214
. 7. المصدر السابق، الصفحة 215
. 8. هالم، 1997 ، الصفحات 12 و 13
. 9. ف. دفتري. الإسماعيليون: تاريخهم وعقائدهم. آامبردج، 1990 . الصفحة 169
. 10 . هالم، 1996 ، الصفحة 414
. 11 . المصدر السابق، الصفحة 420
. 12 . إس. بوول. تاريخ مصر في العصور الوسطى. لندن، 1914 ، صفحة 99
. 13 . اسماعيل ونانجي، الصفحة 237
. 14 . هالم، 1997 ، الصفحة 41
. 15 . المصدر السابق، صفحة 45
. 16 . المصدر السابق، صفحة 46
. 17 . المصدر السابق، صفحة 73
. 18 . المصدر السابق، صفحة 17
. 19 . اسماعيل ونانجي، الصفحة 238
. 20 . هالم، 1997 ، صفحة 18
. 21 . تم ذآرها في هالم، 1997 ، صفحة 63
. 22 . المصدر السابق، صفحة 64

. جعفر منصور اليمن. آتاب العالم والغلام، تحقيق وترجمة (للإنجليزية) ج. مورس، العالم والغلام: حوار
. اسلامي مبكر، لندن، 2001
. 24 . هالم، 1997 ، صفحة 27
25 . رأى الإسماعيليون بالإضافة لمجموعات أخرى في الإسلام أن القرآن يحمل طبقات من المعاني. فقد آمنوا
بأن آل آية من القرآن تحمل مستويات مختلفة من المعاني. يمكن معرفة هذه المعاني من خلال التأويل.

المصدر
معهد الدراسات الإسماعيلية
تحياتي

اقتباس :

بأن آل آية من القرآن تحمل مستويات مختلفة من المعاني.