البدايات والتطورات: القيم الأساسية إن المعايير والاعتبارات التي ميزت المعتقد والفعل في الإسلام لها إلهامها المبدئي في المصادر الأساسية. وأولها هو ما يتعلق بالكتاب المقدس، مجسداً الرسالة التي أنزلها الله على النبي محمد ودونت في القرآن. والثاني هو تمثل النبي لهذه الرسالة بأسلوب الأسوة الحسنة المفهوم من أقوال وأفعال وأعراف النبي التي تسمى بمجموعها
السنّة. ويعتبر المسلمون القرآن الخاتمة النهائية لسلسلة الكتب المنزلة لبني البشر، والسنّة هي الإظهار التاريخي لحياة إنسان ملهم ومهتدٍ يتمثل في شخص النبي محمد الذي يُعتقد بأنه أيضاً آخر سلسلة الأنبياء المرسلين (خاتم أنبياء الله)
أشار المرحوم فضل الرحمن، عالم الفكر الإسلامي والمفكر المسلم المجدد المشهور في جامعة شيكاغو إلى أن الإسلام في فترة نشأته تقدم باهتمام عقلاني وأخلاقي عميق التزاماً بالتفكير والخطاب العقلانيين. فالإسلام كما التقاليد الدينية الأخرى وخصوصاً المسيحية واليهودية، يملك عند الإجابة عن سؤال، ماالذي يجب القيام به ومالا يجب القيام به؟ يملك بوضوح إدراكاً محدداً لمصادر السلطة الأخلاقية. أوحى الله للبشرية بمشيئته في القرآن، والبشر بدورهم أمكنهم الاستجابة لهذا الوحي من خلال استخدام العقل لتطوير صيغ السلوك الأخلاقي. إن التشديد على التفكيروضرورة تهذيب حياة أخلاقية مستندة إلى الوحي بالإضافة إلى البحث عن فهم عقلاني للسلوك الإنساني هو بناء على ذلك أمر حاسم بالنسبة إلى تطوير نظام الأخلاق الإسلامية الموجه فلسفياً. كما تطورت العلاقة بين القرآن وحياة النبي، كنموذج للسلوك وذلك لخلق إطار شرعي يمكن من خلاله تقرير القيم والواجبات. ومع ذلك فإن عملية التقرير والتطوير استلزمت استخداماً أكثر تحديداً و تركيزاً للعقل البشري، وإن هذا التفاعل المستمر بين العقل والوحي، و إمكانية وحدود أولهما بالمقارنة مع الآخر، هما اللذان هيأا الأساس لتعبيرات الفكر الأخلاقي المنصوص عليها في الإسلام.
في إحدى سور القرآن (
الفرقان: 25) يصبح التنزيل الموجّه للبشرية جمعاء مرجعاً للتمييز بين الخطأ والصواب. وفي ذات السورة يتابع ليورد أمثلة عن أنبياء الإنجيل ودورهم كمبلغين لكلمة الله لمجتمعاتهم المعنية. وهكذا ومثل اليهودية والمسيحية تجذرت بدايات الإسلام في فكرة الأمر الإلهي كقاعدة لترسيخ النظام الأخلاقي من خلال المسعى الإنساني. وفي موضع آخرفي القرآن، تقدم القواعد الأخلاقية الموحى بها للإنسانية قدرة التمييز الواضح بين الحق والباطل والتي لا تخضع للهوى البشري. وبترسيخ مجموعة قواعد أخلاقية في الأمر الإلهي، قُدمت فرصة للبشر للاستجابة من خلال خلق وعي عقلي يحافظ على حيوية الوحي. وهكذا، يكون أساس الفعل الإنساني الأوسع ممكناً، إذا أصبحت العقلانية مطابقة للوحي من أجل بلورة معايير للإحاطة بشمولية قرارات وأفعال البشر. لقد طبقت هذه الموضوعات في الأمثال القرآنية لقصة خلق آدم وهبوطه من الجنة.
يتميز آدم، الإنسان الأول، عن الملائكة الموجودين، الذين أمروا بالسجود إليه، بفضل ما حباه الله من مقدرة على "تسمية الأشياء". وهذا يعني توليد المعرفة كإمكانية للتعبير اللغوي، وبذلك توضع في صيغة قانونية، إمكانية غيرمتوفرة للملائكة، الذين يُنظر إليهم بأنهم كائنات من بُعد واحد. مع أن ، هذه المقدرة الإبداعية تنطوي، على التزام بعدم تجاوز الحدود المرسومة. ويمثل إبليس في القرآن الغلو، لأنه يخالف الأمر الإلهي في تكريم آدم والسجود له، و بالتالي يتنكر لطبيعته الأصلية وحدوده. فيما يفشل آدم أيضاً في أن يعيش ضمن الحدود التي وضعها الله له، ويفقد منزلته التشريفية، التي يتوجب عليه محاولة استعادتها بالتدريج بالكفاح ومغالبة نزعاته الطبيعية على الأرض، الميدان الذي يفسح المجال للاختيار والفعل. ويرى الإسلام أنَ آدم يحاول أن يستعيد منزلته السابقة مبرهناً على قدرته على العودة إلى الصراط المستقيم للفعل من خلال الفهم العقلاني لفشله وبالسمو فوق الإلحاح على وضع تلك العقلانية جانباً واختبار حدود المعرفة التي لم يضعها الأمر الإلهي. لذلك فإن قصة آدم تعكس كل ما تنطوي عليه البنية الكامنة في حالة الإنسان من خير وشر وتكشف القصة البطولية لاستجابة الإنسان لاستمرارية الوحي الإلهي في التاريخ.. وتمثل قصة آدم الكفاح المستمر ضمن الإنسانية لاكتشاف السبيل الذي يقر بالفعل المتوازن والتسليم للحكمة الإلهية. فكلمة إسلام بهذا المعنى تمثل الوحي الإلهي الأصلي، الذي يستلزم التسليم لإحراز التوازن، وأن المسلم هو الذي ينشد عبر الفعل إحراز التوازن في الحياة الشخصية والإجتماعية.
إن الصفة الإنسانية التي تشمل مفهوم القيمة الأخلاقية المثالية في القرآن تُختصر في مصطلح
التقوى، الذي يرد في النص بصيغ متنوعة أكثر من مئتي مرة. ويمثل من ناحية، الأساس الأخلاقي الذي يقوم عليه الفعل الإنساني، فيما يشير من ناحية أخرى إلى الضمير الأخلاقي الذي يجعل البشر يدركون مسؤولياتهم تجاه الله والمجتمع. وتصبح التقوى المطبقة على السياق الاجتماعي الأوسع هي السمة الأخلاقية الشاملة لجماعة أخلاقية حقاً:
"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم"(القرآن 49: 13)
وبتحديد أكثر، فعندما يخاطب القرآن المسلمين الأوائل يشير إليهم بأنهم
الأمة الوسط "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا". (2: 143)
هكذا، ينظر إلى الأمة المسلمة على أنها وسيلة تترجم من خلالها المثل العليا والأوامر القرآنية على المستوى الاجتماعي. ويصير الأفراد قيّمين على إنجاز رؤية أخلاقية وروحية من خلالهم في حياتهم الخاصة. إنهم مسؤولون أمام الله والأمة، مادامت الأمة هي القيّم الذي من خلاله يحفظ العهد والميثاق مع الله. ويؤكد القرآن البعد الثنائي في الحياة الإنسانية والاجتماعية: البعد المادي والبعد الروحي، إلا أن هذين البعدين لايظهران في حالات صدامية ولا يفترض أن الأهداف الروحية يمكن أن تسيطر لدرجة أن تقلل من قيمة المظهر المادي للحياة. ويؤكد القرآن أن سلوك الإنسان وطموحاته لهما علاقة بذلك باعتبارهما فعلين من أفعال العقيدة ضمن السياقات الثقافية والاجتماعية الإنسانية الأوسع . بهذا المعنى، يمكن أن تفهم بشكل أفضل الفكرة بأن الإسلام يجسد طريقاً شاملاً للحياة.
إن مثالاً توضيحياً لجانب واحد لرؤية من هذا القبيل هو التركيز القرآني على مبادئ رفع الظلم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية. فمثلاً، يحث الأفراد على الإنفاق من ثروتهم ومالهم على الأهل والأقارب والأيتام والفقراء وأبناء السبيل والمحتاجين وتحرير العبيد. وتحدد هذه الأفعال مسؤولية المسلم في تنمية الضمير الاجتماعي والمشاركة في الموارد الفردية والجماعية مع الأقل ثروةً. فقد وردت هذه الأوامر في القرآن في قالب تنظيمي من خلال فريضة
الزكاة، والإحسان العطاء والطهارة والنماء. ومع الوقت، أصبحت الزكاة عملاً واجباً، مندمجاً في إطار أركان الدين الطقسية، بما في ذلك الصلاة والصيام والحج. كما سعى القرآن إلى نسخ ممارسات الربا لدى طبقة التجار في مكة والمدينة، بوصم ممارسات من هذا القبيل بأنها تعكس افتقاراً لأخلاق العمل واستغلالاً غير مشروع لأولئك المحتاجين.
وعلى المستوى الاجتماعي، يتضمن تركيز القرآن على الأسرة اهتماماً بتحسين وضع المرأة، من خلال إلغاء بعض ممارسات ما قبل الإسلام مثل وأد البنت، وبمنح النساء حقوقاً جديدة. ومن بينها حقوق الملكية والميراث، وحق عقد الزواج وطلب الطلاق، إن كان ضرورياً، والاحتفاظ بمهرها. ونظّم وقيّد تعدد الزوجات، ليجيز للرجل الزواج حتى أربع، لكن بشرط أن يعدل بينهن. وقد فهم المسلمون هذه الممارسة فهماً تقليدياً في سياق القرن السابع الميلادي، حيث تتيح المرونة الضرورية لمواجهة التنوع الاجتماعي والثقافي الذي نشأ عن توسع الإسلام. ومع ذلك، فإن بعض المسلمين الحديثين أصروا أن إدخال هذا الإصلاح القرآني كان خطوة باتجاه تحديد الزواج بزوجة واحدة وتعزيز دور النساء العام. كذلك اعتقد هؤلاء المجددون بأن وجود وتطور عادات و ممارسات عزل وحجاب المرأة ناتج عن العادات والتقاليد المحلية، وهي مناقضة لروح تحرير النساء التي يدّعون أنها واردة في القرآن.
بما أن القرآن يخص المسلمين باعتبارهم "خير أمة"، ومهمتهم هي أن يأمروا بالمعروف وينهون عن المنكر، ورسالة النبي محمد، مثلها مثل رسالات الأنبياء السابقين، استلزمت إيجاد حكمٍ عادلٍ بأمر إلهي. فقد زج القتال لتحقيق هذا الهدف المسلمين في الحروب، والجهاد هو المصطلح القرآني الذي يشمل هذا المسعى ككل. وغالباً ما فسر ببساطة تفسيراً خاطئاً "بالحرب المقدسة"، فالجهاد ينطوي على معنى ضمني أوسع بكثير يشمل السعي بوسائل سلمية كالخدمة والتعليم. هذا السعي يمكن أن يتم أيضاً بمعنى أكثر ذاتيةً وعمقاً باطنياً، كما في الجهاد لتطهير نفس الإنسان. وعندما يشير إلى الدفاع المسلح للقيام بحرب عادلة، يحدد القرآن شروط الحرب والسلام، ومعاملة الأسرى وحل النزاع، مؤكداً بأن الغاية المطلقة لكلمة الله هي دعوة وهداية الناس إلى "طرق السلام" .
ما إن تشكلت الدولة الإسلامية حتى أصبح من الضروري لها مواجهة مسألة علاقتها وموقفها من غير المسلمين ذوي الديانات الكتابية المشابهة، خصوصاً اليهود والمسيحيين. ويشير إليهم القرآن بأنهم "أهل الكتاب". وحيثما عاشوا بين المسلمين ، كأفراد من الرعية، كُفلت لهم الحماية عبر اتفاقية متبادلة. فكانوا خاضعين لدفع الجزية وكانت ممتلكاتهم الدينية والخاصة وممارساتهم الدينية والقانونية مصونة. على كل حال، لم يستطيعوا تشجيع المسلمين على تغيير دينهم، مع أن المسلمين شجعوا على إدخال اليهود والمسيحيين في الإسلام. فيما يقر القرآن بخصوصية سائر الجماعات الدينية، ويُفضل الأهداف الأخلاقية المشتركة على الانقسام والمواقف المناوئة متى أمكن ذلك:
" وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتّبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون القرآن."5: 48
تنعكس الحاجة للمواءمة بين الأمر الإلهي الأخلاقي وحياة الإنسان أيضاً في الحديث النبوي المحفوظ، الذي فهم بأنه شرح وتأكيد للأوامر والقيم القرآنية. فقد جاء تدوين فصول من حياة النبي بما فيها أقواله وأفعاله وعاداته مع الزمن ليقدم للمسلمين قدوة أبدية للحياة اليومية. كما أنه قام بدور مرجعي مسؤول في شرح وتكميل القرآن. وبالنسبة للمسلمين تعزز شخصية محمد المميزة وكفاحه وتقواه ونجاحه النهائي دوره كمثال يحتذى وخاتمٍ للنبوة . ويوجد تراث غني من الشعر في مدح النبي تقريباً بجميع اللغات التي يتحدث بها المسلمون، مستلهماً كلاً من الالتزام بالتشبه بسلوكه والشعور بالألفة الشخصية والحب لشخصه ولأسرته. وهكذا تبقى بالنسبة للمسلمين رسالة القرآن ونموذج حياة النبي مرتبطين عبر التاريخ كأمثلة تحتذى للسلوك الأخلاقي والمبدئي. فقد شكلا الأساس للمفكرين المسلمين على التوالي لتطوير الوسائل الشرعية لتجسيد الأوامرالأخلاقية. ولابد أن يؤدي استكمال تفصيل العلوم الشرعية إلى جمع وتصنيف الأعراف والقوانين الوضعية التي قدمت شكلاً لمفهوم القانون في الإسلام، ويشار إليها عموماً
بالشريعة. وإن مدارس الشريعة المتنوعة في الإسلام هي من بين الأشكال التي تطورت لتشمل الأمر الأخلاقي، وطورت كل منها من خلال الانضباط الشرعي
للفقه قوانين شرعية لتجسيد تفسيرهم الخاص لكيفية استجابة المسلمين للأوامر الإلهية في التصرف في حياتهم اليومية.
وبموازاة التعبيرات الشرعية المتطورة ظهرت أيضاً مجموعة من النظريات الأخلاقية التي أفصحت عن قيم أخلاقية تأصلت في مفهوم أكثر فلسفية وتأملية لسلوك الإنسان كاستجابة للقرآن ولحياة النبي. لم تُحدَّد الجماعات في الإسلام وكذلك المدارس الفقهية بوضوح في القرون الثلاثة الأولى من التاريخ الإسلامي كما يعتقد عموماً. فمازالت معظم جماعات التفسير قيد التشكل، وحدودها ومواقعها التالية لم تكن قد حُددت وفصلت تماماً بعد. والمؤسسات التربوية والشرعية العامة في العالم الإسلامي لذلك العصر لم تكن قد اتخذت أشكالها أوحققت غاياتها الكاملة التي تقترن بها. ومفتاح هذه العملية للتحديد والتمييز هو طبيعة الخطاب العام الذي ميز المجتمع الإسلامي النامي في القرون الثلاثة الأولى. وقد أدى الفتح والتوسع الإسلامي إلى التفاعل مع ثقافات ذات تراث فكري امتلكه ومن ثم طوره وهذبه المسلمون انتقائياً مع الزمن. إن دمج التراث الفكري والفلسفي اليوناني والهندي والإيراني مع غيرها، أوجد أحوالاً وتقليداً للنشاط الفكري الذي قد يؤدي إلى تراث عالمي الطابع لحضارة إسلامية ناشئة. إن الباحثين المسيحيين واليهود، الذين تفاعلوا بتراث البلدان الآنفة الذكر بدرجات متفاوتة، قاموا بدور وسيط حساس بصفتهم "مترجمين" خصوصاً، لأنهم أيضاً كانوا يدركون أن نزعات المسلمين الأخلاقية، مثلما لديهم، شكلتها صيغ فكرية توحيدية مشتركة تستند إلى الأمر والوحي الإلهيين. وقد جاء مصطلح
الأدب ليستخدم لتحديد المدلول الضمني الواسع للمعاني الذي تضمنه الخطاب الأخلاقي والمبدئي والفكري والأدبي الذي نشأ. إننا نرى أيضاً خلال هذه الفترة من القرن الثامن حتى العاشر الميلاديين ظهور ما أصبح فيما بعد محدداً بوضوح بتقاليد فكرية وكلامية ضمن الجماعة الإسلامية المعروفة بمذاهب
السنة و
الشيعة و
المعتزلة والفلاسفة المسلمين.
إن السمات الأساسية للبيئة والمنظور الأخلاقيين المستندين إلى الرسالة القرآنية تحدد المواقف الأخلاقية العامة التي صارت تعتبرقياسية من خلال تعبيرها باللغة والمصطلحات الشرعية. وفي الفترة المبكرة من التاريخ الفكري الإسلامي، وفرت هذه القيم أيضاً إطاراً مرجعياً لامتلاك وتطوير نظريات أخلاقية ومبدئية وفلسفية انتقائية من موروثات أخرى كالهلنستية مثلاً. وقامت هذه الإضافات مقام الأساس لتوسيع مجال وتطبيق إطار المرجعية الإسلامي للتعبير عن القيم الأخلاقية والمبدئية خارج مجرد القيم المحددة فقهياً. وبما أن التمييز الواضح الحدود بين الدين والمجتمع والثقافة في الإسلام يصعب الحفاظ عليه، فيبدو من الملائم، في مناقشة المبادئ الإسلامية، جعل طيف النزعات الشرعية والكلامية والفلسفية والعرفانية برمته، يقوم مقام الوسائل لكشف النظريات والالتزامات الأخلاقية لكي تقدّر كلاً من التطوير والاستمرارية عبر الطيف الكلي للفكر والحضارة الإسلاميين.