مـوجـز
[أخذت من المقدمة ]
هذا العمل هو تتويج لأكثر من ثلاثة عقود من البحث وجمع المصادر قام بها الدكتور فرهاد دفتري، منذ بدأ بحثه في تاريخ الإسماعيليين. وفي غضون ذلك, كانت المنشورات في هذا المجال من الدراسات الإسلامية قد زادت بقوة منذ عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي عندما قام لويس ماسينيون (1882-1962) وآصف أ. أ. فيضي (1899-1981) بالمحاولات الأولى لاستعراض الدراسات الحديثة حول الإسماعيليين. إن التزايد السريع في عدد المنشورات المتعلقة بالإسماعيلية منذ منتصف القرن العشرين هو, حقاً, انعكاس للتطور الرائع للدراسات الإسماعيلية الحديثة خلال تلك الفترة. لقد سُجلت مظاهر التطور الجاري في هذا المجال, جزئياً لكن على أسس منتظمة, في فهرس الإسلاميات, الذي صنفه جيمس د. بيرسون (1911-1997), وتتمته فهرس الإسلاميات الفصلي, بينما كانت محاولة نجيب تاج الدين تجميعاً سطحياً وغير دقيق في بيبلوغرافيته الإسماعيلية (1985).
وكما هو معروف جيداً الآن, الأبحاث الحديثة في الدراسات الإسماعيلية كانت وبشكل حصري تقريباً تعزى إلى ظهور ودراسة أعداد متزايدة من مصادر المخطوطات الإسماعيلية المحفوظة بخاصةٍ في الهند, وآسية الوسطى, وسورية واليمن ومناطق أخرى. إن التطور في معرفتِنا للنصوصِ الإسماعيلية وفي كشفها يمكن تتبعه بسهولة مِن خلال التحليل المقارن للمرشد إلى الأدب الإسماعيلي (1933), الذي جمعه و. إيفانوف (1886-1970) باعتماده جزئياً على فهرست "المجدوع" من القرون الوسطى, وطبعته الثانية المنقحة, الأدب الإسماعيلي: مسح جدولي (1963) مع الجدول الحيوي في الأدب الإسماعيلي الكتاب البارز لـ أ. ك. بونوالا (1977), الذي يحدد حوالي 1300 عنوان نُسبت إلى أكثر من 200 مؤلف. ويمكن الملاحظة هنا أن هذه الجدولة الجديدة للدكتور دفتري تتعلق فقط بالمصادر الأولية المنشورة, من الإسماعيليين أو عنهم (الفصل 3), بالإضافة إلى الدراسات الثانوية (الفصل 4), وبذلك فهي تُتمم أعمال إيفانوف وبونوالا التي تشير في الغالب إلى نصوص إسماعيلية غير منشورة. وإن الإنجاز الأكثر أهمية من قِبل البروفيسور بونوالا هو التعريف بمواقع المخطوطات المختلفة لكل نص.
إن شمول الدراسات الثانوية في الجدولة الحالية ليس مقصوراً على الفكر والتاريخ الإسماعيليين, مع أن هذه المجالات تمثّل مركزها. فالإسماعيلية تعرف هنا تعريفاً واسعاً نوعاً ما لتغطية ما صنفه بعض العلماء بشكل أكثر تحديداً باسم الدراسات الفاطمية, ومن ضمنها التاريخ الفاطمي السياسي, والمؤسسات, والفن وعلم الآثار. بالإضافة إلى أن، موضوعات ومجالات للدارسة معينة بل ذات علاقة بالغة قد شملها التعريف إلى حدود مُخْتَلِفةِ، وبشكل خاص إخوان الصفاء ورسائلهم بالإضافة إلى وثائق جنيزا القاهرية والدروز الذين انشقوا أصلاً عن الإسماعيليين في زمن الخليفة الإسماعيلي الفاطمي الإمام الحاكم (ت411/1021).
وبالنسبة للدروز, فقد بُذِل اهتمام خاص بناءً على الدراسات والمنشورات الهامة المتعلقة بالتاريخ المبكر لهذه الجماعة أيام الفاطميين (لكن دون أن يغطي كتابات الدروز التي ليس ممكناً الوصول إليها دائماً وبسهولة) وذلك بالتزامن مع الدراسات المبكرة للمستشرقين الذين غطوا أحياناً الإسماعيلية أيضاً في تحقيقاتهم عن الدروز. وتواجه الدراسات الدرزية حالياً الاختراق كما هو مثبت في جدولين حديثين جمعها سامي س. سويد (1998) وطلال فندي وزياد أبي شقرة (2001). وقد تضمنت أيضاً مُختارات من المنشورات الحديثة عن الشيعة الإمامية, وتغطية للتاريخ المبكر وتعاليم الأئمة الشيعة المعروفين لدى الإسماعيليين, بالإضافة إلى بعض الأعمال المختصة بعلم الأنساب وقواميس السيرة.
وإن محاولة للتغطية الشاملة للمنشورات العربية والفارسية والطاجيكية المكتوبة بالحرف الروسي قد صُنفت في الجدولة الحالية. وبشكل مشابه, قد تضمنت جميع المنشورات الرئيسية في اللغات الأوروبية الأساسية, وبخاصةٍ الإنكليزية, والفرنسية, والألمانية, والإيطالية, والأسبانية والروسية, بالإضافة إلى مختارات في لغات أخرى كالهولندية والبولندية. أما التغطية للمنشورات بالأوردية والتركية فهي أقل ثقة. ومع بعض الاستثناءات فإن, المنشورات بالكجراتية واللغات الهندية الأخرى قد استبعدت, مع أن مختارات من الأدب الديني للخوجا, كالجنان, بترجمته الإنكليزية قد ضُمّن. والمنشورات الإسماعيلية في اللغاتِ الآسيوية الجنوبيةِ تَتطلّبُ في الحقيقة جدولة مشروحةً منفصلة. كما استبعد أغلب الأدب من النوع الشعبي أو الحِواري الذي أنتجته جماعات إسماعيلية مختلفة بالإضافة إلى "رسائل مفتوحة" عديدة والإجراءات القانونية للقضايا القضائية. وفي الفصل4، مع بعض الاستثناءات، تتناول الدراسات بشكلٍ خاص, أو على الأقل بشكلٍ أوّلي, الكتب, والمساهمات في المجلدات الجامعة والمقالات, والمقالات الموسوعية,إلخ., حول الإسماعيليين. وبالتالي, فالفصول أو الفقرات حول الإسماعيليين التي تظهر في كتب مفردة التأليف وتختص بمواضيع إسلامية أخرى لم تشهد التغطية. أما مختارات الأطروحات الجامعية المتعلقة بالإسماعيليين فقد غُطّيت في الفصل 5.
إن نظام الكتابة بحروف أجنبية المتبع في هذا الكتاب بالنسبة للمخطوطات العربية, والفارسية, والتركية والأوردية, بالإضافة إلى الحروف الروسية, هو بشكلٍ أساسي كما اعتمد في الطبعة الثانية من موسوعة الإسلام, مع التعديلات المعتادة.
هذه الجدولة الشاملة ستكون عملاً مفيداً جداً خصوصاً كمرجع وأداة ضرورية لبحث علماء وطلاب الدراسات الإسماعيلية والإسلامية عموماً.