تتميز أرواد بموقع فريد بين شواطىء القطر العربي السوري كونها الجزيرة الوحيدة الآهلة بالسكان وأكبر الكتل الصخرية أمام الساحل ( جزر الحبيس – المشار أبو علي – المخروط – النمل ) تقع على خط طول 35 شرق غرينتش وخط عرض 34 شمال خط الاستواء , تمتد بطول 740 م , تبلغ مساحتها حوالي 20 هكتار . بينما المساحة المأهولة 13.5 هكتار . وهي تشبه الكلية المحدبة من الغرب رأسها الضيق في الشمال على شكل مخروط غير منتظم أعلى ارتفاع فيها 14 م . والمنسوب العام ستة أمتار غالبية حوافها صخرية تعمل فيها عوامل الحت البحري . مما أكسبها ذلك منظر سياحي جميل , مرفأها مزدوج على الشاطئ الشمالي الشرقي , ويوجد في الشمال الغربي من الجزيرة صخرة جرداء تسمى بنت أرواد كانت فيما مضى متصلة بها وفصلت عنها بطريق الحت البحري أو الخسف يغمرها الماء أثناء ارتفاع الأمواج .
التربة والنبات
جزيرة أرواد فقيرة بالنبات كونها صخرة طافية صغيرة قليلة المساحة تؤثر فيها الرياح البحرية مكتظة بالبيوت السكنية معدومة التربة تقريباً شديدة الملوحة قليلة المياه العذبة التي لاتكفي حاجة السكان للشرب . لذلك فهي لاتعير أي اهتمام للزراعة بالرغم من وجود بعض الشجيرات المعدودة في عدد من المنازل البعيدة عن البحر وسط الجزيرة وبعض غراس الزينة التي تزرع في الأواني وهذا يدل دلالة واضحة على اٍمكان زراعة أجزاء محدودة في المستقبل كحدائق وفي ساحات الأبنية مما يضفي جمالاً للجزيرة .
المناخ
تتمتع جزيرة أرواد بمناخ الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط , فمناخها معتدل لطيف رطب بسبب البحر المحيط بها كونها تقع على خط عرض 34 شمالاً .
الأمطار فيها شتوية تنعدم في الصيف , تصل درجة الحرارة صيفاً في شهر آب 27)) درجة مئوية , بينماالحد الأدنى لأشهر الشتاء( 7) درجة مئوية وسطياً ولاتهبط الى الصفر اٍلا نادراً , والرطوبة فيها شديدة حوالي 60% وترتفع الى 80 – 85 % ينما لا تقل عن 35 % تقريباً , وتهب عليها رياح متنوعة أطلق عليها الأرواديون أسماء محلية وهي :
-الشلوق : ريح جنوبي شرقي جاف .
- الشرش : ريح شمالي غربي لطيف وهادىء .
- نسيم البر والبحر : ريح معدل للبرودة والحرارة .
-قبلي : ريح تهب من الجنوب .
-تحتاني : ريح شمالي محلي .
- براني : ريح بارد تهب في الشتاء .
- اللبش : ريح جنوبي غربي موسمي يدوم حوالي 40 يوماً .
-البوغاز : ريح جنوبي .
- القبرصلي : ريح قوي من الغرب .
يزيد عدد متوسط أيام المطر في الجزيرة عن تسعين يوماً ومتوسط كمية هطول المطر حوالي 700 مم .
طرق المواصلات
تتصل جزيرة أرواد بالعالم عن طريق البحر وترتبط بمدينة طرطوس بخط ملاحي منتظم عبارة عن قوارب تصل ميناء الجزيرة بمرفأ طرطوس القديم والمرفأ الروماني ويبعد 5 كم , وقد أنشئ مؤخراً مرفأ صغير خاص بالمراكب يبعد 3 كم بعد أن كانت سقالة صغيرة أو في أكثر الأحيان كان ينقل الراكب الى الزورق بواسطة مقعد يحمله شخصان وتستغرق الرحلة بين 30 – 25 دقيقة بواسطة الزوارق العادية ويمكن اختصار المسافة باٍنشاء رصيف للزوارق الآلية والشراعية من المنطقة السياحية الساحلية جنوب طرطوس والتي تقع مقابل الجزيرة . أما في الجزيرة فيتم الانتقال على الأقدام وستبقى الوسيلة الوحيدة للمواصلات نظراً لصغر وضيق الممرات , اٍلا أن هذا لايمنع في المستقبل من استخدام دراجات سياحية لانتقال السائحين على الكورنيش عندما يتم تنفيذه في المستقبل حول الجزيرة . كما ويمكن اٍقامة مهبط صغير يخصص للطائرات / الهليوكوبتر / .
حالة المباني
تضم أرواد عدد لابأس به من المباني القديمة والخربة مبنية بالحجر الرملي والسقف القرميدي أو العقدي وتزيد نسبتها عن 25% - 20% ويسعى أهلها نظراً لارتفاع الكثافة السكانية لترميمها واٍعادة بناء ماتهدم باستخدام البيتون لسهولة العمل وعدم توفير القرميد واليد العاملة اٍلاّ أنه يمكن توسيع بعض الممرات والمساحات وذلك عن طريق وضع مخطط تنظيمي وتنفيذ وهدم واٍزالة المباني المعترضة تدريجياً حسب الإمكانيات .
المباني العامة
تحتوي أرواد عدد من المباني العامة وتتلخص في مبنى البلدية خفر السواحل – مدرستين – مسجد – مسجد ملحق بالقلعة المركزية مسجد صغير ( زاوية ) – محطة كهربائية – خزان مياه للشرب – مستوصف حديث – مبنى خاص بالهواتف .
المياه
بما أن الماء هو أصل الحياة وقصة الحضارة وقصة الصراع الطويل والتحدي القائم بين الانسان والطبيعة , ولما كانت أرواد خالية من الينابيع وتعتمد على جمع مياه الأمطار بالصهاريج المحفورة بالصخر وهي غير كافية لحاجة السكان فلقد أبدع الأرواديون في التغلب على هذه المشكلة وأظهروا براعة فائقة عندما اكتشفوا فوارات من المياه العذبة في قاع البحر على الطريق بين الجزيرة و اليابسة بعمق 10 – 7 م فاستخدموها وأخذوا ماءها بواسطة جرس من الرصاص ( مقلوب ) ينكس على النبع ويتصل بأنبوب نحاسي أو جلدي أو فخاري يصل الى سطح الماء أو الجزيرة حيث يصب في حوض مخصص لذلك . وهذا مايسمى بالقمع المقلوب وهي أقدم طريقة لاستخراج الماء من البحر كما أن العامة يحدثون بأن الماء العذب كان يأتي الجزيرة بواسطة أنابيب فخارية آثارها مبعثرة في البحر بين أرواد وعمريت كما أنهم يلجؤون الى جلب المياه من طرطوس وقد عمدت السلطات في الخمسينات عام 1952 الى حفر بئر ارتوازي لتأمين حاجة الشرب حتى عمق 25 م , وقد نال شهرة كبيرة وصدرت مياهه لكونها معدنية وقيل في فوائدها الكثير اٍلا أنها سرعان مانضبت . حفر بئر ثان وبني خزان مرتفع وحلت المشكلة مؤقتاً في توزيع المياه الى المنازل والآن استكملت الدراسات لجلب مياه الشرب الى طرطوس وأرواد من نهر السن ونفذ المشروع عام 1993