رد على الأخ faraj

اخي فرج

نظرنا برجك في السماء ....
و تاملت تناجيم المعارف في شمائل رسالتك الكبرى و اسرار المعاني المتراقصة و لقد فاضت الفيوضات و انا انتقل معك بين الافلاك النورانية..
و لكن يا اخي اكثرت و ما امهلت و ما تركت لنا مرتعا نضع فيه قدما حتى وطاته
و لزمني كذلك امر ان اوضح ان شتان بين الانسان الكامل و الانسان الحيوان...
و قصرنا خطبنا على الانسان قصدا لكن لا نضيع بين المعارف
و ان كنت و الحق اقول ..اراك واسع النظر و ثاقب الرؤية.
نعم الانسان مراة عاكسة
يقول سعيد النورسي
--قيام الإنسان بمهمة مرآة عاكسة لكمالات الصفات الإلهية فله وجهان ..
الأول : إظهاره بدائع الأسماء الإلهية الحسنى المتنوعة وتجلياتها المختلفة في ذاته ؛ لأن الإنسان بمثابة فهرس مصغر للكون كله بما يملك من صفات جامعة وكأنه مثاله المصغر ، لذا فتجليات الأسماء الإلهية في الكون عامة نراها تتجلى في الإنسان بمقياس مصغر .
الوجه الثاني : أداؤه مهمة المرآة العاكسة للشؤون الإلهية...

نعم هناك موازنة بين الكون الصغير -الانسان -و الكون الكبير-العالم-
يقول ابن عربي
-- الإنسان عالم صغير ، والعالم إنسان كبير.
يقول ابن السبعين
-- الإنسان في العالم والعلم كله متماثل . والمتماثل واحد مع مثله ، فالإنسان والعالم واحد.

و هذا موجز لان هناك الكثير من الفوائد في هذا الخطب و لا اسع الرد على الكل
و لكي ابقى في مجال ما نتحدث و اقصد الامامة اوضح الفرق بين الانسان الكامل و الانسان الحيوان.
يقول ابن عربي
--الإنسان الحيوان : خليفة الإنسان الكامل . وهو الصورة الظاهرة التي بها جمع حقائق العالم .
والإنسان الكامل : هو الذي أضاف إلى جمعية حقائق العالم حقائق الحق التي بها صحت له الخلافة...
و ايضا
-- الإنسان الكامل يخالف الإنسان الحيوان في الحكم ، فإن الإنسان الحيوان يرزق رزق الحيوان ، وهو للكامل زيادة ، فإن للكامل رزقاً إلهياً لا يناله الإنسان الحيوان : وهو ما يتغذى به من علوم الفكر الذي لا يكون للإنسان الحيوان ، والكشف والذوق والفكر الصحيح ...
و كذا
-- ظاهر الإنسان خلق وباطنه حق ، وهذا هو الإنسان الكامل المطلوب وما عدا هذا فهو الإنسان الحيوان.

و في الحقيقة مفهوم الانسان الكامل هو مفهوم كان الامام علي اول ما اشار اليه في شعره

دواؤك فيك ومـا تشعـر وداؤك منك ومـا تبصـر
وأنت الكتاب المبين الذي بأحرفـه يظهـر المظهـر
وتزعـم أنك جـرم صغير وفيك انطوى العـالم الأكبر
فلا حاجة لك من خارج وفكرك فيك ومـا تفكّـر

ونوجز لكي لا نكون من المكثرين ..
الاولى بامامة الخلق الانسان الكامل لا الانسان الحيوان لان رتبة امامة الناس رتبة الوساطة بين الحق و الخلق و لا ننفي ها هنا امامة الانسان الادنى لذاته فذلك خطب هو عائد اليه و كتابه ما عملت يديه .

لان في الحقيقة نختمها كما يقول ابن عربي
--ما صحت الخلافة الا لانسان الكامل.